/ صفحه 238/
جمعكم وما كنتم تستكبرون … ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله، قالوا إن الله حرمهما على الكافرين ".
سابعاً: تعرض سورة الأنعام للحديث عن الساعة بقدر ما تصور ما يصيبهم فيه من سوء " قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم " " قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ".
أما سورة الأعراف فتعرض لها من جهة وقتها التي قضت الحكمة الإلهية بإخفائه عليهم وعلى جميع الخلق، فيتجهون إلى السؤال عنه وعن تحديده فتقطع عليهم الأمل في أن يعرفه أحد من خلقه، فضلا عمن ينكرها عناداً واستخفافا " يسألونك عن الساعة أيان مرساها، قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو، ثقلت في السموات الأرض لا تأتيكم إلا بغتة، يسألونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ".
ثامناً: ترسم سورة الأعراف للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طريق معاملتهم، وتعني بتوجيه الخطاب إليه في ذلك " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " بينما لا تعرض سورة الأنعام لشئ من ذلك، وإنما تطلب منه أن يقف بنفسه وبتبليغه عند حدود ما أوحى الله إليه من محرمات " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " الآيات.
وأخيراً وهو تاسع الفروق التي حددناها ان سورة الأنعام تبين سنة الله في تعاقب الأجيال، ومجئ اللاحق منها خلفاً للسابق، ويكون هذا التعاقب بما يدون لكل جيل شاهدا عدلا على من أحسن في خلافته وعلى من أساء فيها " وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم " ثم تتركه هكذا سنة عامة دون تفصيل أو تطبيق. أما سورة الأعراف فتذكر المثل الواقعية لتلك الخلافة بين أقوام معينين وأجيال متعاقبة، فتقول لقوم هود: " واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح " وتقول لقوم صالح " واذكروا