/ صفحه 237/
بينما تنكر سورة الأعراف الشرك عن طريق ما في معبوداتهم من نقص وعجز لا يتفق والمعبودية الصحيحة " أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون " الآيات 191 ـ 198.
خامساً: تعني سورة الأنعام بمعالجة نفس الرسول فتخفف وقع تكذيب القوم على قلبه دون أن تعرض لتفصيل شئ من أوصافه التي يقضي النظر فيها مع ما جاء به من الوحي أن يصدقوه ويؤمنوا برسالته، وتمر على نوع هذه الأوصاف كأنها معلومة لهم، ولا حاجة تدعو إلى تذكيرهم بها " ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون " " قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون، فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " بينما تعني سورة الأعراف بتفصيل ما يعرفون عنه صلى الله عليه وسلم من الأوصاف التي تقضي بصدقه وتصديقه " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ".
سادساً: تعرض السورتان لجانب الإنذار الأخروي، ولكن سورة الأنعام تذكره من جانب ما سيرون من العذاب، وتعلنهم به كأنه واقع بهم " ولو ترى إذ وقفوا على النار، فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين.. ولو ترى إذ وقفوا على ربهم، قال أليس هذا بالحق، قالوا بلى وربنا، قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ".
أما سورة الأعراف فإنها تذكره من جانب آخر، جانب تحسرهم وجانب التشفي من المؤمنين، وترى هاتين الظاهرتين فيما تصوره السورة من محادثة الفرق الثلاث " أصحاب النار، وأصحاب الجنة، وأصحاب الأعراف " " ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ … ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم