/ صفحه 236/
بتقرير التبليغ والتنويه بشأنه، والأمر بالتزامه، ثم تشفعه بالإنذار الدنيوي والاخروى، ثم بالترغيب عن طريق التذكير بالنعم " كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين، اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء " " وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أوهم قائلون … ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش … يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سواءتكم وريشا … قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ".
ثانياً: أن سورة الأنعام تفصل فيما أحل الله وما حرم، وتعرض لتصرف القوم بالحل والحرمة على غير ما أنزل الله، وتسبح طويلا في ذلك " وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا " الآية 136 ـ 150، في حين أن سورة الأعراف تجمل ذلك وتقف عند حد إنكار القول على الله بغير علم " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ".
ثالثاً: أن سورة الأنعام تذكر الرسالة وتورد شبه القوم فيها وتردها عليهم " ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الدين كفروا إن هذا إلا سحر مبين " ثم تذكر جملة من أسماء الرسل بمناسبة ذكرها لإبراهيم دون تفصيل لشئونهم مع أقومهم، بينما تذكر سورة الأعراف مبدأ الرسالة، ثم تفصل شأن جملة من رسل الله مع أقوامهم " لقد أرسلنا نوحا إلى قومه " الآيات 59 ـ 171
رابعاً: تذكر الأنعام الآثار الكونية الصادرة عن الله، وتلفت بها الأنظار إلى وجوب توحيده في العبادة والولاية " قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم، قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين " " إن الله فالق الحب والنوى، يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي، ذلكم الله فأنا تؤفكون " " قل أغير الله أبغى رباً وهو رب كل شئ "