/ صفحه 235/
يديه إن الله بعباده لخبير بصير … ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله … إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ".
* * *
هذه هي الخطوة الثانية من خطوات التمهيد للكلام على سورة الأنعام، وهي خطوة الموازنة بينها وبين زميلاتها الأربع التي اشتركن معها في الافتتاح بإثبات الحمد لله.
الخطوة الثالثة في التمهيد. موازنة بين سورتي الأنعام والأعراف:
ومن الخير هنا بعد أن فرغنا من هذه الموازنة أن نسارع فنخطو خطوة ثالثة نوازن فيها بين سورة الأنعام وسورة الأعراف التي تليها، وهما سورتان مكيتان اشتركتا في اصل الهدف، وهو تقرير الأصول الأولى للدعوة القرآنية، كما أنهما أطول السور المكية في القرآن، وكانت الأعراف الثانية منها في الترتيب المصحفي من الخير أن نسارع بهذه الخطوة الثالثة لنفرغ من حديث الموازنة بين سورتنا وغيرها مما يتطلب الوضع الموازنة بينهما، ولا نجد بعد ما يدعونا إلى العودة إلى حديث الموازنة، وبذلك نخلص للحديث عما تضمنته السورتان فيما يتصل بجوهر الدعوة إن شاء الله.
ولعلك إذا قرأت السورتين: " الأنعام والأعراف " كما قرأتهما، توافقني على ما رأيت بين منهجيهما من فروق لا ينبغي إهمال النظر إليها عند من يتصدى الحديث عنهما، وها هي ذي الفروق:
أولا: أن سورة الأنعام تبدأ كما عرفت بإثبات الحمد لله وحده، وتقيم الحجة على التوحيد مما يلمس الناس ويرون من مظاهر الخلق والإيجاد، وتنكر عليهم مع وضوح هذه الحجة كفرهم وعنادهم، وإعراضهم عن الله، أو تسوية غيره به في العبادة والتقديس " ثم الذين كفروا بربهم يعدلون " وأن سورة الأعراف تبدأ