/ صفحه 400/
و في مقدمتهم الفراء نقل عنه النيسابورى: (قال الفراء أراد به الياس وأتباعه من المؤمنين كقولهم: المهلبون والاشعرون بتخفيف ياء النسبة)
و كذا رأي أبو العباس المبرد، فقد ذكر في الكامل لمناسبة الحديث عن التغليب في المثنى قال: (وقال آخر:
قدني من نصر الخبيبين قدى
يريد عبدالله ومصعبا ابني الزبير، وإنما أبو خبيب عبدالله، وقرأ بعض القراء: سلام على إلياسين فجمعهم على لفظ الياس ومن ذا قول العرب: المسامعة والمهالبة والمناذرة فجمعهم على اسم الاب)(1).
يريد أبو العباس أنه جعل كل واحد من عشيرته الاقربين الياس فجمعهم على لفظه، ثم كرر أبو العباس هذا الحكم مرة أخرى لداع اقتضاه في باب النسب إلى المضاف، ودأبه الاستطراد مع الاطناب، قال: (و قد تنسب الجماعة إلى الواحد على رأي أو دين، فيكون له مثل نسب الولادة كما قالوا أزرقي لمن كان على رأي ابن الازرق كما تقول تميمي وقيسي لمن ولده تميم وقيس، ومن قرأ سلام على إلياسين فإنما يريد الياس (عليه السلام)، ومن كان على دينه كما قال:
قد ني من نصر الخبيبين قدى
يريد أبا خبيب ومن معه (2)
من هذين النصين يتبين لنا أن أبا العباس يجعل إلياسين جمع مذكر سالم، وإن كانت الجمعية للنغليب مختلفة السبب فيهما، ففي الأول بتغليب النبي الياس على ذوى قرابته، وفي الثانى على من اتبعوه في دعوته فان ذلك لا دخل له في أساس الموضوع إذ المهم أنه عد إلياسين جمعاً كالجموع الشائعة في العربية وما اكثر التثنية والجميعة على سبيل التغليب: وقدنظر اعتبار التغليب
للتماثل بينهما في التغليب غير أنه يلاحظ أن التغليب في رواية الرجز المذكورة أولا في النص الأول للمثنى،