/ صفحه 399/
الزيادة لمعنى مع جزمه أنهما لغتان في ا لعلم مسماهما واحد وإن لم يكشف له عن هذا المعني بعد.
فقد التقي الطبرى والزمخشرى في رأي واحد هو الاتحاد بين الاسمين، وإن كان معتمد الطبرى استعمال العرب من جهة والنظام المتبع في السورة من السلام دون غيره من جهة أخرى، وقد اقتفاهما كثير من المفسرين بعدهما فيقول أبو السعود عن الياسين: (هو لغة في إلياس كسيناء وسينين) وقد نقل البيضاوى هذه العبارة بحروفها فعلق عليها الشهاب الخفاجي بما يزيد الموضوع وضوحا لا تجديداً في معنى، فقال: وجه الشبه بينهما أن الأول علم غير عربي تلاعبوا به فجعلوه بصيغة الجمع، أو أن زيادة الياء والنون في السريانية لمعنى كما في الكشاف لا في الوزن، وإلا لكان حقه أن يقول كميكال وميكائيل، واختار هذه اللغة على هذا رعاية للفاصلة).
و قال السيوطي في الاتقان: (و إلياس بهمزة قطع اسم عبرانى وقد زيد في آخره ياء ونون في قوله تعالى: "سلام على إلياسين" كما قالوا في إدريس إدراسين وقد جمع ملخص مافات كله في تفسيره روح المعانى خاتمة المفسرين الالوسى فقال: (إن إلياسين لغة في إلياس" وكثيراً ما يتصرفون في الاسماء غير العرية وفي الكشاف ولعل لزيادة الياء والنون معني في السريانية ومن هذا الباب سيناء وسينين، واختار هذه اللغة هنا رعاية للفواصل).
ومن عبارة الشهاب بدفع ما عساه، يقال تعقبا على دعوى الاتحاد أن الاتفاق بين العلمين في المدلول لا يقتضى التعبير آخر القصة بالعلم الثاني دون الأول، فإن مراعاة الفواصل في القرآن الكريم مما سما به إلى أن لا يكون من مقدور البشر.
قلة المفسرين:
وقلتهم يرون التغاير بين الاسمين المذكورين أول القصة وآخرها، فالاول منهما علم شخصي للرسول عليه الصلاة والسلام، والثاني منهما جمع مذكر سالم لهذا العلم بزيادة الياء والنون على سنن ما هو متبع في جمع المذكر السالم .