/ صفحة 186/
فأخبره ; فقال عبدالصمد: لا حياك الله، ولا حيّا أباك، أليس الذي يقول:
فالان صرت إلى أمية، والامور إلى المصائر؟
قال المستهل: فأطرقت استحياء مما قال، وعرفت البيت; ثم قال لى: ارفع رأسك يا بني، فلئن كان قال هذا، فلقد قال:
بخاتمكم كرها تجوز أمورهم *** فلم أر غصباً مثله حين يغصب
قال فسلّى عنى بعض ما كان بى!
ودخل مرة على أبي مسلم الخراسانى، فقال له: أبوك الذي كفر بعد اسلامه!
فقال المستهل: كيف وهو الذي يقول:
بخاتمكم كرهاً تجوز أمورهم *** فلم أر غصباً مثله حين يغضب؟
فأطرق أبو مسلم مستحيياً!
ولست أبلغ بالنفاق السياسي الذي وقع فيه الكميت، الحد الذي أوصله إليه أبو مسلم، وعبدالصمد; ولست أقبل من الكميت جوابه لابن شبرمة; لأن ايمان الكميت وحبه لبنى هاشم أثبت وأقوى من أن يرتفع ليحل محله حب بني أمية ولأن الاجادة في الشعر لا ترجع إلى ارادة الشاعر أن يجيد، وإنّما ترجع بعد استكمال الاداة، إلى قوة العاطفة وصدقها; فالكميت متهم بلا ريب ولكنه غير مارق من نزعته الشيعى; على الرغم من قوله:
أبني أمية انكم *** أهل الوسائل والاوامر
ثقتى لكل ملمة *** وعشيرتى دون العشائر
أنتم معادن للخلا *** فة كابرا من بعد كابر
بالتسعة المتتا *** بعين، خلائقاً وبخير عاشر
والى القيامة لا تزا *** ل لشافع منكم وواتر
وعلى الرغم من رده على هشام بن عبدالملك، حين قال له:
فأنت القائل: أجاع الله من أشبعتموه: الابيات. بقوله: لاتثريب - يأميرالمؤمنين - أن أردت أن تمحوا قولى الكاذب! قال: بماذا؟ قال بقولى الصادق