/ صفحة 185/
وهذه اللطيفة لاتحتملها أبيات الكميت، لا في آل البيت ولا في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- وأتهم عقله: فإن الكميت - لو أنه عاقل - لطوى قوله:
وانى على حبّيهم وتطلعى *** إلى نصرهم، أمشى الضَّراء وأختل(1)
تجود لهم نفسى بما دون وثبة *** تظل بهاالغربان حولى تحِجُل!!!
ولكننى من علة برضاهم *** مقامىَ حتى الآن بالنفس أبخل
ولا كتفى بقوله قبله:
لهم من هواى الصفو ما عشت خالصاً *** ومن شعرى المخزون والمتنخّل
فلا رغبتى فيهم تغيض لرهبة *** ولا عقدتى من حبهم تتحلل
ولا أنا عنهم محدث أجنبية *** ولا أنا معتاض بهم متبدل
فإن قوله: فلا رغبتى الخ لايتلاقى مع قوله بعده: تجود لهم نفسى الخ في هذه احالة; واعلان أنه يجود لهم بما دون القتل، اعتراف أحمق بالجبن، لايرفعه أن ذلك يرضى بني هاشم; على أن هؤلاء إنّما يريدون نصره اللسانى، وجهاده في دعوتهم بشعره، لابسيفه ولا بتضحيته بدمه! ولكن: أذل الحرص أعناق الرجال.
* * *
3- وأتهم اخلاصه: في الاغانى: أن ابن شبرمة قال للكميت: انك قلت في بني هاشم فأحسنت; وقلت في بني أمية أفضل. قال: انى إذا قلت، أحببت أن أحسن!
ودخل المستهلّ بن الكميت على عبدالصمد بن على، فقال له: من أنت؟
ــــــــــ
(1) يقال: فلان يمشي الضراء، إذا مشى مستخفياً فيما يواري من الشجر، يقال للرجل إذا حُتل صاحبه ومكربه: هو يدب له الضراء، ويمشي له الخمر والخمر (بفتحتين ما واراك من شجر أو أرض أو جبل.