/ صفحة 187/
أورثته الحصان أم هشام *** حسباً ثاقباً ووجها نضيراً
وتعاطى به ابن عائشة البد *** رَ، فأمسى له رقيباً نظيراً
وكساه أبو الخلائف مروا *** ن سنىّ المكارم المأثورا
لم تجهّم له البطاح، ولكن *** وجدتها له معاناً ودوراً(1)
فإن الرجل جبان غلبه الخوف على أمره ; فقال ما قال; ولكن الجبن لايصنع اجادة، فهو - باجادته - قد خضع لبعض الأمر، واعترف بالامر الواقع بلا جدال.
وقد كان عبيدالله بن قيس الرقيات زبيريا، ثم مدح بني أمية، ودخل على عبدالملك، فقال له: أمّا لى فتقول:
يأتلق التاج فوق مفرقه *** على جبين كأنه الذهب
تمدحنى بالتاج كأننى من العجم!
وأما لمصعب فتقول:
إنّما مصعب شهاب من اللـ *** ه تجلت عن وجهه الظلماء
ملكه ملك قوة ليس فيه *** جبروت ولا به كبرياء
يتقى الله في الأُمور وقد أفـ *** لح من كان همه الاتقاء
ولعل نقد عبد الملك ليس لما قاله حسب، مما يشير إلى فرق ما بين الخلال الكسبية والطبيعية النفسية، بل لما ختمها به معه، من قوله:
* * *
كيف نومى على الفراش ولما *** تشمل الشام غارة شعواء
تذهل الشيخ عن بنيه وتبدى *** عن براها العقيلة العذراء
أنا عنكم - بني أمية - مزور *** ر، وأنتم في نفسى الاعداء
ان قتلى بالطف قد أو جعتنى *** كان منكم لئن قتلتم شفاء
ومهما تختلف الاراء في الكميت، فإن مما لايخامره ريب أنه لم يكن غالياً
ــــــــــ
(1) المعان بفتح الميم: المباءة والمنزل; ومعان القوم: منزلهم.