/ صفحة 423/
حيث قال له العباس في اليوم الذي قبض فيه رسول الله، عليه وآله الصلاة والسلام بما اتفق عليه النقل: ابسط يدك يابن أخي أبايعك، فيقول الناس عم رسول الله بايع ابن عمه فلا يختلف عليك اثنان، فقال شيخ من فقهاء البلد، فما كان الجواب من علي؟ فقال له كان الجواب أن قال ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلى أن لا أدعو أحداً حتى يأتوني، ولا أجرد سيفا حتى يبايعوني، ومع هذا فلى برسول الله شغل، فقال العباسي فقد كان العباس أيضاً على خطأ في دعائه له إلى البيعة؟ فقال له الشيخ: لم يخطىء العباس فيما قصد لأنه عمل على الظاهر، وكان عمل أمير المؤمنين على الباطن، فكلاهما أصاب الحق ولم يخطىء، والحمد لله. انتهى موضع الشاهد.
أقول ليت شعري إذا كان الأمر على هذا المنوال من المسامحة والمسالمة والعهد المعهود مع ما قدمنا من عدم التنازع بين الامامة والخلافة، وعدم كون الشيعة والسنة أولا وبالذات على طرفي الخط في هذين المقامين، فأي معنى للنزاع بينهما سيما في هذا اليوم؟! أم أي مصلحة في ابقائه وتأييده بعد توجه الأذهان إلى التقريب وتأسيس دار عظمى له في مركز الفضل والأدب؟! أم أي جدوى في هذا العصر لتجديد ايقاد النار التي أوراها الغافلون أو المفرقون من قبل بين الامامة والخلافة وبين أحد الثقلين أهل بيت النبوة، وبين عظماء المهاجرين من قريش؟! وهل يجوز بعد اللتيا والتي تشمير الساعد وشد الحيزوم لحفظ وميضها تحت الرماد كحفظ الزرادشتية نارها المعبودة في حفر بيوتها، رغما على البرد والسلام الذي كان بين المنصبين وبين ذويهما في أول الأومر.
وإنّما حدثت الأبحاث حول الإمامة والخلافة بعد ذلك تعصبا، والا فرب الامامة وربيها ورب الخلافة وربانيها كانا متسالمين عليهما لم يسمع ولم ير من أحدهما هدم أساس منزلة صاحبه بمنزلة نفسه، بل اجتمعا على نقطة سواء، وتوازرا على هدف واحد بمنزلتين أحدهما الهية والأحرى خلقية.
و لو فرض على خلاف الواقع أن الأمر لم يكن على وجه السلم والوحدة،