/ صفحة 418/
سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم)) اخرجوا، فعل الله بكم. انتهى.
فليتعلم معشر الشيعة وإخوانهم السنة طرز الجمع والتوفيق بين المنزلتين، فهل ترى الامام السجاد ينتقص بهذه الشهادات منزلة نفسه من الإمامة، أم هل يمكن أن ينظر إلى خلافتهم التي كان عمدة نظر أولئك النفر العراقيين القدح فيها مع هذه الحجج الا بنظر الصحة والرضا، فما بالنا نتعارك في ذلك، هذا بإنكار النص، وذاك بإنكار صحة الخلافة، إذا لم يتوقف صحة الامام على بطلان الخلافة، أو صحة الخلافة على بطلان الامامة وأمكن الاقرار بصحتهما والاعتزاز بهما معا لكلا المعشرين، لأن الشيعة يمكنهم القول بصحة الخلافة بما أشرنا إليه من الاقتداء والتسليم، ومن الوفاء بعهد الرسول صلوات الله وسلامه عليه إليه بالصبر والامساك والاكتفاء بمنزلة الامامة والمحافظة على ما يعجز عنه غيره من اقامة الحجج والمعجزات على حقانية الرسالة الختمية ودين الإسلام على الملل وتنجديز عدات النبي صلوات الله وسلامه عليه، وغير ذلك مما لا يجرى الا على يد نبي أو وصي نبي مضافا إلى حفظ اتصال سلسلة الأوصياء في الصفوة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من لدن شيث إلى المهدي الموعود.
كما أن أهل السنة يمكنهم القول بالإمامة المنصوصة لعلي والأئمة من ولده، وبأن الصحابة لم يخالفوا النص، وإنّما جوزوا تأخير العمل بالنص لصلاح الوقت ومراعاة ضعف أحوال الناس، ولم يبطلوه ولا كذبوه، ولا تركوا العمل به رأسا فتلفوا باجتهادهم النص واجباً مؤقتاً بوقته المأمون عن الفتنة ونفوذ أعداء الإسلام في أمر الأمة في أول المصيبة العظمى، وقبل اتساع دائرة الفتح والنصر في البلاد، وعلو كلمة الله في المشارق والمغارب، ولم يتلقوا النص واجبا مطلقا منجزا مقارنا لوفاة الرسول صلوات الله وسلامه عليه، كيف وقد أخبر علياً بما سيكون بعده، وأوصاه بترك القيام والخلاف حتى تجتمع عليه الأمة بطباعهم، وأنهم سيجمعون عليه وسينصره بالعراق