/ صفحة 417/
أن لم تستخلفه الأمة رأساً أو أخروا البيعة له، كما أن الخلافة لا يجب أن تكون ممنوعة سيما إذا سلم الامام الأمر لغيهر واقتدى به وأخلص الود والنصيحة له سراً وجهاراً.
فلينظر المسلمون إلى رضا علي (عليه السلام) وسلمه حتى بعد مقتل الفاروق رضي الله عنه، فقد روى سلام بن أبي مطيع عن أيوب السنختباني عن جعفر ابن محمد عن أبيه قال: لما طعن عمر رضي الله عنه بعث إلى حلقة من أهل بدر كانوا يجلسون بين القبر والمنبر، فقال: يقول لكم عمر أنشدكم الله أكان ذلك عن رضا منكم؟ فتلكأ القوم، فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال لا، وودنا أنا زدنا في عمره من أعمارنا، انتهى.
فانظر إلى سيرة الامام وسيرة الائمة من ولده كيف يعلمون الناس السلم وأدب التقريب بين الامامة والخلافة وينشرون ذلك بين الأمة.
ثم انظروا أيها المسلمون إلى كلام الامام علي بن الحسين (عليه السلام) لنفر من متشيعة العراق كيف يثنى على الخلفاء بما يدل على الرضا بخلافتهم مع كونه الامام المعصوم المنصوص عند الامامية، وأول التسعة المعصومين من ولد الحسين (عليه السلام)، لعدم التنافى بينها وبين امامته، فقد روى أبو نعيم الحافظ بسنده عن محمد ابن حاطب عن علي بن الحسين قال: أتاني نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا قال لهم علي بن الحسين: ألا تخبروني، أنتم المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون؟ قالوا: لا، قال: فأنتم الذين تبوموا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، ثم قال: أشهد أنكم لستم من الذين. قال الله عزوجل فيهم: ((و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين