ـ(158)ـ
الأجانب ليحصلوا على امتيازات اقتصادية في الوطن الإسلامي.
الف الشيخ كتابا تحت عنوان(تاريخ الدخانية) يذكره الشيخ آقابزركـ الطهراني في الجزء الثالث من(الذريعة) يقول: تاريخ الدخانية وشرح منشور الامتياز والانحصار في أنواع الدخانيات في سنة 1309 من سلطان إيران وما ترتب عليه؛ كتاب فارسي، سلس، لطيف. للشيخ حسن التستري الأصفهاني الحائري المعروف بالشيخ حسن الكربلائي، من أفاضل تلاميذ آية اله المجدد الشيرازي، توفي بالكاظمية في نيف وعشرين وثلاثمائة وألف. ألفه بسامراء وذكر فيه القضية الدخانية من بدو صدور امتيازها عن السلطان ناصر الدين شاء إلى ارتفاعها...)
لا نريد هنا أن نتحدث عن تفاصيل امتياز التنباك وما أعقبه من نهضة دينية أدت إلى إلغائه، فسنفصل الحديث عن ذلك في موقعه، بل نريد أن ننقل صورة من الوعي الديني تجاه جريمة أخرى من جرائم المتغربين في هذا البلد المسلم.
يقول الشيخ حسن الكربلائي في هذا الكتاب:
(بعد أن انفتحت أبواب إيران أمام الغربيين الأذكياء راحوا يبحثون عن امتيازات اقتصادية لهم في أرجاء البلاد، وحصلوا على العديد من الامتيازات الصغيرة التي تفسح لهم المجال أن يتدخلوا في شؤون إيران. ولكن هذه الامتيازات الصغيرة لم تحقق هدفهم بشكل كامل، فطفقوا يفكرون في امتيازات واسعة بعيدة المدى لينالوا مآربهم على نطاق واسع..)(1).
ثم يصف المرحوم الكربلائي ثالث زيارة لناصر الدين شاه إلى أوربا، ويطيل الوصف في كرم ضيافة البريطانيين للشاه، وطلبهم منه توثيق العلاقات بين الجانبين، ويقول:
______________________
1 ـ الشيخ حسن كربلائي، تاريخ الدخانية(معاهدة رجى) / 14 ـ 16، أراك 1333 هـ