ـ(159)ـ
(... واضح أن الطامع الذكي الخبير يستغل هذه الفرصة، إذا أوعز إلى الميجرتالبوت ـ وهو بريطاني له علاقات وطيدة بإيران وطالما تظاهر بحبه لإيران وحكومتها ـ أن يقدم مشروع الحصول على امتياز التبغ في إيران. وتوسل تالبوت بأحد الرؤوس المتنفذة في الدولة ـ ويقصد به ميرزا علي أصغر خان أمين السلطان ـ وسيأتي ذكره وأوحوا إلى السلطان أن هذا الامتياز سيدر على البلاد أرباحا طائلة، وأنه سيدفع البلاد إلى جادة الترقي)(1).
ويقول في موضع آخر: "إن هذا الرأس المتنفذ كان على علم بما يجره هذا الامتياز من مفاسد، ولكن لنفعيته وسماجته أو لملاحظات أخرى رضخ لهذا الامتياز، ومهما يكن الدافع فإنه وقع على الاتفاق من دون استشارة؛ متجاهلا ما سيجره من عواقب وخيمة وسيئة، وما سيؤدي إليه من إبادة لملك إيران ومملكتها"(2).
وكتب إبراهيم دهگان تعليقا على كتاب الشيخ حسن كربلائي، وفي تعليقه على ما نقلناه من كلام الشيخ حسن يقول:
(المقصود بالرأس المتنفذ أمين السلطان هذا الرجل المتملق الذي لم يكن يجرؤ على أدنى حركة دون إذن أسياده فهو الذي هيأ وسائل سفر الشاه إلى بريطانيا بإيعاز من السيرهانري وولف سفير بريطانيا اليهودي الأصل في طهران).
... في تلك السفرة(سفرة الشاه الثالثة إلى بريطانيا) قدمت إلى الشاه عدة اقتراحات، منها اقتراح امتياز التبغ. وأوكلت مهمة أخذ هذا الامتياز لمضيف الشاه الميجر جيرالد تالبوت. واتصل هذا الأخير باعتماد السلطنة وأمين السلطان، وبين لهما مزايا هذا الاتفاق، ومما قاله لهما: إن هذه الاتفاقية ستؤمن نفقات سفرة الشاه هذه والسفرات القادمة
______________________
1 ـ نفس المصدر / 17.
2 ـ نفس المصدر / 16 ـ 17.