ـ(156)ـ
واتجه في العشرين من عمره إلى النجف ليواصل دراسته فيها، وجد في الدراسة هناك رغم شظف العيش، ودرس عل كبار العلماء، منهم الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، وحين عاد إلى إيران كان من وجوه المجتهدين فيها وبلغ في عصر ناصر الدين شاه مكانة علمية وشعبية هامة ن فكان يصدر الأوامر إلى الشاه، والشاه يخشى قدرته. وله موقفان سياسيان هامان: الأول ـ تجاه التنظيم الماسوني في إيران بقيادة ميرزا ملكم خان، فعارضة إلى أن أصدر الشاه أمرا بانحلاله.
والثاني ـ تجاه امتياز رويتر مما أدى أيضاً إلى الغاء الامتياز.
نقتطف عبارات من رسالة وجهها هذا الرجل إلى ناصر الدين شاه لنفهم من سطورها دور علماء الدين وأصحاب مدرسة الاصالة في الدفاع عن استقلال الوطن وحفظ كرامته، وصيانة مقدراته التي تهاون بها وتلاعب بها، وساوم عليها(المتغربون).
(بناء على ذلك، نحن الداعون والمؤمنون نؤكد أن شخص ميرزا ملكم خان عدو للدين والدولة، وليست للحكومة والسلطنة صلاحية إطلاق لقب ناظم الملك عليه، ومن يفعل ذلك فقد خان الدين والدولة، وأجاز المجرم أن يتدخل في جسيم أعمال الدولة).
(هذا الرجل(ملكم) يعبث منذ مدة في دار الخلافة وأسس محفلا ماسونيا، ظانا أنه قادر على أن يمسك بمقاليد الأمور، ويعمل على اضمحلال الدين والأمة. ولكن عدو الدين والدولة هذا والحمد لله قد خاب ويئس بفضل موقف الشاه، لكنه لا يزال يحلم بتلك الطموحات، فعمد إلى إبقاع البدل في معاهدات وشروط تحت عنوان مد سكة الحديد).
(ولقد بلغنا أنه يستهدف بهذه المعاهدات إجبار الناس على تسليم أموالهم وأملاكهم مثل الغابات والمناجم والقنوات، بل سيتم بموجب هذه المعاهدة تسليم الأموال العامة. هذه المعاهدة ستنزل بالبلاد ضررا إقتصاديا، لو أرادت الدولة بعد ذلك دفعه لما استطاعت حتى