ـ(155)ـ
هذا الشخص الذي يتظاهر اليوم بالتحررية والتقدمية سبق أن كتب للشاه رسائل مدح وتملق لم يبلغها كبار المادحين والمتملقين وينقل لنا صاحب كتاب(تاريخ العلاقات السياسية الإيرانية ـ البريطانية خلال القرن التاسع عشر الميلادي) نموذجا من هذه الرسائل المليئة بالملق العجيب، ثم يذكر تحول موقف ملكم من الشاه قائلا:(لو لم يتعرض الشاه والصدر الأعظم لملكم، وتركاه يرتع بما حصل عليه من أربعين ألف ليرة، وأبقاه الشاه في منصبه سفيرا لإيران في لندن، لما أقدم أصلا على إصدار صحيفة(قانون) ولا ستمر على ما كان عليه من إرسال مدبجات الملق والمدح والثناء للشاه، ولما أصبح من أبطال الحرية والمشروطة في إيران. والبرفسور براون مع علمه بأن المحكمة البريطانية وصفت ملكم بأنه شخص سيء يتحدث عنه بأنه دبلوماسي شهير)(1).
والغريب في أمر الكتاب(التقدميين!) أنهم يثنون اكبر الثناء على ميرزا حسين خان سبهسالار وعلى ملكم خان ناظم الدولة ويعتبرونهما من طلائع الحركة الإصلاحية والتقدمية في إيران. بينما يكيلون الشتم لمن وقف بوجههم من علماء الدين مثل الحاج ملا علي كني. ولنقف قليلا عند بعض هذه المواقف.

ملا علي كني وامتياز رويتر
الحاج ملا علي كني ولد سنة 1220 هجرية قمرية، في قرية(كن) قرب طهران، من أب مزارع لا يحمل رغبة في دراسة أولاده لكن(علي) أنهى مقدمات الدراسة الإسلاميّة بجدّ،
______________________
1 ـ محمود محمود، تاريخ روابط سياسي إيران وانكليس در قرن نوزدهم ميلادى 5 / 1223 ـ 1225؛ طهران، إقبال.