ـ(7)ـ
ثم إنّ هذه الطريقة في فهم الإسلام انسحبت على قراءة أحداث الماضي والحاضر والمستقبل. فقد انشدّت نظرة السلفيين بالماضي، وبقيت في الماضي، ورأت أن الرسالة الخاتمة طوت عصرها الذهبي في قرنها الأول، ثم انحدرت، وليس بالإمكان أفضل مما كان!!
وبالنسبة للحاضر ليس هناك اهتمام بينهم على المستوى المطلوب بما يحيط الإسلام من تحديات فكرية وحضارية، وعدم الاهتمام هذا يتجلى في لغة خطابهم ومحتواه، فإنها لم ترتفع إلى مستوى هذه التحديات، ولم تدخل ساحة الفكر العالمي المعاصر لتقول كلمة الإسلام فيها، كما يتجلى أيضا في عدم السعي لتقديم المشروع الإسلامي المتكامل للحياة المعاصرة، وأكثر من كلّ ذلك يتجلى في الانشغال بالخلافات الفقهية الصغيرة أو بالخلافات التاريخية المذهبية الموروثة مما يدلّ بوضوح على عدم استيعاب لمسؤوليات الرسالة الإلهية الخاتمة على الساحة العالمية الراهنة.
وإذا كان الحاضر مهملا في اهتمامات هؤلاء الاخوة فالمستقبل يكاد يكون ملغيا. وأودّ أن أنصف إخواننا السلفيين وأقول إنّ عدم الاهتمام بمستقبل الإسلام لا يقتصر على التيار السلفي بل إنّ عامة الإسلاميين مبتلون به بدرجة وأخرى. لم نسمع بمؤتمر يستشرف مستقبل الإسلام والعالم الإسلامي. وقلّ أن نجد مفكرا إسلاميا يتعرّض لهذه القضية.
مجموع الخصائص المذكورة للتيار السلفي جعلته في كثير من الأحيان يقف موقفا معارضا لدعاة "التقريب".
منطق دعاة التقريب يتجه إلى التعالي على الخلافات الفقيهة الصغيرة وعدم الخوض في النزاعات التاريخية الموروثة والاهتمام بما تتطلبه الرسالة الخاتمة على الصعيد العالمي، وهو منطق لا ينسجم مع التوجه السلفي العاكف على قراءة جامدة