ـ(53)ـ
مساعدين كثيرين يطمأن باستقامتهم وإخلاصهم لمبادئ هذه الدعوة.
لذا فالذي يقع على عاتق مجمع التقريب كوظيفةٍ إسلامية ـ لو أراد توسيع دائرة العواطف المشتركة ـ هو أن يقوم عاجلاً بالأعمال التالية:
أولاً ـ الصلة الدائمة بين المكتب الرئيسي وأعضاء اللجنة العليا للمجمع عن طريق اللقاء والمكاتبة واستطلاع آرائهم والاستخبار عن نشاطاتهم.
ثانياً ـ إكثار الصلات بين أعضاء اللجنة وبين علماء المسلمين من جهة، وبين العلماء والشعوب من جهة أخرى، لتبادل النظر والبحث عن الخطط التي تنتهي إلى التقريب.
ثالثا ـ الإعلان لعامة المسلمين عن طريق أجهزة الإعلام بأن الغرض من التقريب ليس نسخ المذاهب الإسلاميّة معاذ الله، بل الغرض تعرف كل مذهب على الآخر.
رابعا ـ الإعلان لعامة المسلمين بان الخلافات المذهبية لا تضر بالوحدة. مادام المسلمون يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر، ويصلون إلى قبلة واحدة.
ولقد كان الخلاف موجوداً بين أئمة المذاهب الإسلاميّة المختلفة في الفتاوى، ولم نسمع أن أحداً منهم أفتى ببطلان المذهب لآخر وقد روي عن الامام الشافعي أنه قال: (مذهبي صواب يحتمل الخطأ ومذهب غيري خطأ يحتمل الصواب) ويحكي لنا التاريخ أن المسلمين قاموا بنشر الدعوة الإسلاميّة في عصر الخلفاء، وفتح الله عليهم مشارق الأرض ومغاربها وتفتحت القلوب لدعوتهم ولم يكونوا في ذلك العصر على مذهب فقهي واحد.
إن التقارب المطلوب هو: أن يفهم أتباع كل مذهب الآخر، لا أن يدين جميع الفرق بمذهب واحد وقد قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) عند خروجه لحرب بني قريظة (من كان يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر فلا يصلي العصر إلاّ في بني قريظة فانطلقوا، فلما أدركهم العصر في الطريق صلى بعضهم وأصر البعض الآخر على ألا يصلوا إلاّ في بني قريظة، واختلفوا، فلما عادوا إلى الرسول واحتكموا إليه قال لكل فريق منهما: أصبتم).