ـ(54)ـ
خامساً: ليكن معلوماً: أن الوحدة التي نحن نطلبها ونريد دعمها هي: الوحدة بين الشعوب الإسلاميّة، لا بين الزعماء وذوي السلطات السياسية.
سادساً ـ إن الوحدة التي نأمل أن نصل إليها هي: الأخذ بما ترتضيه جميع الشعوب الإسلاميّة على اختلاف عناصرها وبيئاتها.إن الوحدة الإسلاميّة التي أوجدها المسلمون في صدر الإسلام وبلغت بالمجتمع الإسلامي إلى ذروة العز والمنعة إنما حصلت كنتيجة للإيمان، إيمان المسلم بنفسه، إيمانه بربه، إيمانه بمجتمعه. وأظن أن مجتمع اليوم أشدّ حاجة إلى بث هذه الدعوة الإسلاميّة الإنسانية من الوقت الذي أظهر فيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم دعوته في بطن مكة إذ اليوم العالم بطوله وعرضه وبما بلغ من التقدم الصناعي ومع أن الإنسان مس بقدميه سطح القمر ـ لم يذق بعد طعم العيش الرغيد والحياة السعيدة ـ فلتكن أول وظيفةٍ يقوم بها مجمع التقريب وأعضاؤه إبلاغ هذه الرسالة الإسلاميّة الإنسانية من جديد.
سابعاً ـ إفهام الشعوب الإسلاميّة بان مجمع التقريب لا يريد أن يتحد المسلمون بالمعنى السياسي للكلمة، بأن تحكم عليهم حكومة واحدة، حتى يستلزم ذلك إلغاء الحدود والقرارات السياسية التي تكون بين الحكومات الإسلاميّة.
ثامناً ـ إن الغرض من التقريب: أن تتحرك الشعوب وتقف في وجه المستعمر والاستعمار، حتى تخلع الربقة وتتخلص عن الرقية، فإنهم إذا تخلصوا من شباك المستعمرين أمكنهم أن يصلوا إلى الحرية التي كانوا يتمتعون بها في ماضي الأعوام، إن الله تعالى يريد منا ـ نحن المسلمين ـ أن نكون أمة واحدة ويحذرنا عن التفرقة.
وهذه الوحدة تنحصر في الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، وفوق العنصريات والإقليميات.
فإذا أردنا أن نسلك المنهج الذي ينتهي بنا إلى التخلص من هذه المشاكل ونصل إلى الضالة المنشودة التي نطلبها يجب علينا ان نتمسك بما هو المسلم المقطوع به بيننا وندع الخلافات.