@ 256 @ | أن يأتي بالمتن ويقول : بتفاوت هذه الأوصاف ، ثم يقول : أي بسببها ، أو يقول : | بهذه الأوصاف ، ثم يقول : أي بتفاوتها ، وهذا أمر سهل . والمراد بالأوصاف : | العدالة ، والضبط ، وغيرهما . ( المقتضية للتصحيح في القوة ) متعلق بالتفاوت . | | قال المحشي : ظاهر كلامه مشعر بأن كل واحد من هذا الأوصاف قابل للقوة | والضعف ، وفي كون تام الضبط وعدم الشذوذ كذلك نظر يعرف بالتأمل . وقال | التلميذ : لا أعلم بعد التمام رتبة ، ودون التمام لم يوجد الحد ، فليُطْلَب لتصوير | هذه الأوصَاف ، وكيف تتفاوت . | | قلت : قد تقدم أن المراد بالتمام تمامٌ نوعيٌ لا شخصي ، ولذا يقال : هذا أتمُّ | من ذلك سواء يطلق هذا حقيقة ، أو مجازاً . ولا شك في تحقق تفاوت مراتب | العدالة ، والضبط بين أفراد نوع الإنسان من العدول ، والضابطين من الصحابة ، | والتابعين ، وبقية السلف ، والخلف من العلماء العاملين [ رضوان الله تعالى عليهم | أجمعين ] بل صار كالبديهي التفاوت بين البخاري وابن ماجه مثلاُ في الضبط | وبين مالك والنسائي في ظهور العدالة . | | ( فإنها ) أي الأوصاف [ 45 - أ ] . ( لما كانت ) أي بنفسها . ( مفيدةً | لغلبة الظن الذي عليه ) أي على الظن . ( مدار الصحة ) نقل تلميذه | أن المصنف قال : الغلبة ليست بقيد ، وإنما أردت دفع توهم إرادة الشك لو | عبرت بالظن . انتهى . ولا شك أنّ الغلبة قيدٌ معتبر لكنه من مفهوم الظن إذ لا يطلق | غالباً إلا على الطرف الراجح باعتبار معناه الحقيقي ، ولكن قد يُطلَق مجازاً ويراد به