@ 443 @ وتوجه في سنة 22 مع السلطان إلى الصعيد وكان يزوره بمصر كل سنة غالبا ومعه الهدايا والتحف وأمر السلطان جميع النواب أن يكتبوا له يقبل الأرض وكان السلطان يكتب إليه أمره وكان جوادا شجاعا عالما في عدة فنون نظم الحاوي في الفقه وصنف تاريخه المشهور تقويم البلدان ونظم الشعر والموشحات وفاق في معرفة علم الهيئة واقتنى كتبا نفيسة ولم يزل على ذلك إلى أن مات في المحرم سنة 732 ولم يكمل الستين ورثاه ابن نباتة وغيره ومن شعره ما أنشدنا أبو اليسر ابن الصائغ إجازة أنشدنا خليل ابن أيبك أنشدنا جمال الدين ابن نباتة أنشدنا المقرئ محمود بن حماد أنشدنا الملك المؤيد لنفسه في وصف فرس .
( أحسن به طرفا افوت به القضا % إن رمته في مطلب أو مهرب ) .
( مثل الغزالة ما بدت في مشرق % إلا بدت أنوارها في المغرب ) .
قال الذهبي كان محبا للفضيلة وأهلها له محاسن كثيرة وله تاريخ علقت منه أشياء انتهى ولا أعرف في أحد من الملوك من المدائح ما لابن نباتة والشهاب محمود وغيرهما فيه إلا سيف الدولة وقد مدح الناس غيرهما من الملوك كثيرا ولكن اجتمع لهذين من الكثرة والإجادة من الفحول ما لم يتفق لغيرهما ولما بلغ السلطان موته أسف عليه جدا وحزن عليه وقرر ولده الأفضل محمدا في مكان أبيه وكان