@ 444 @ المؤيد كريما فاضلا عارفا بالفقه والطب والفلسفة وله يد طولي في الهيئة ومشاركة في عدة علوم وكان يحب أهل العلم ويقربهم ويؤويهم وانقطع إليه الأثير الأبهري عبد الرحمن ابن عمر فأجرى له ما يكفيه وكان لابن نباتة عليه راتب في كل سنة يصل إليه سوى ما يتحفه به إذا قدم عليه وكان الناصر يكتب إليه أخوه محمد ابن قلاون أعز الله أنصار المقام الشريف العالي السلطاني الملكي المؤيدي العمادي وكان تنكز يكتب إليه يقبل الأرض بالمقام الشريف العالي المولوي وأما غير تنكز فيكاتبه يقبل الأرض وينهى وقدم مرة القاهرة ومعه ولده فمرض فأمر السلطان جمال الدين ابن المغربي رئيس الأطباء بملازمته فحكى أنه لازمه بكرة وعشيا فكان المؤيد يبحث معه في تشخيص ذلك المرض ويقدر معه الدواء ويباشر طبخه بيده حتى كان ابن المغربي يقول والله لو لا أمر السلطان ما لازمته فإنه لا يحتاج إلي ثم عوفي الولد فأفرط المؤيد في الإحسان لابن المغربي وأعطاه فرسا بكنبوش زركش وعشرة آلاف واعتذر إليه مع ذلك ووعده أنه إذا توجه إلى حماة يكافيه ولما مرض فرق كثيرا من كتبه ووقف بعضها وله وقف على جامع ابن طولون وهو خان كامل بحوانيته بدمشق رحمه الله