@ 24 @ .
فعادت كل شيعة قريبة عنا بعيدة وأعانك افتراق الجفاة من أهل وجدة وأن نصيبك الأوفر منهم أهل جدة ونجدة ولولاك ما ثار علينا أهل تلمسان وأنكروا ما لنا عليهم من قديم الحنانة والإحسان وردوا عليك الساحة والبساط ومرغوبهم أن تزفر علينا بسطوة الثعبان والساط مع علمنا اليقيني أن شجرتنا لا تضعضع بزعازع حيان ولا تندرس ولو انهارت عليها جبال جيان وأن الحجر لا يدق بالطوب والخاطف لا يطأ أوطية الخطوب كذلك في المثل جندك خلال الصدر والورود لا يصبرون لصواعق البارود ولا تنجح حجة الدروع والذوابل إلا في سوق شن الغارات على حلل القبائل وأما أسوار الجحافل وأدوار الكتائب فلا يصدمها فيهدمها إلا سيول الخيول والرماة الرواتب وزنت صولتك لبني عامر لذاذة النفار لكنف الكافر وداخل الوسواس والسوس جبال طرارة ومضغرة وبني سنوس والرعايا تود أن يحتفل لبنها في ضروعها لتختزن في تبن الخداع سنبل زروعها وإن قبلت منهم الأقوال والأفعال تعل طباعها على الدولة فتصير كالأغوال وإياك إياك والغرر لما عثرت عليه في كتاب البوني وأوراق السيوطي وعلى بادي وابن الحاج ورسالة أهل سبتة لعبد الحق بن أبي سعيد المريني بأنك المخصوص بصعود تلك الأدراج ذلك منك بعيد الوصول لا تدركه بالمسرة ولا بقبائع النصول وإن أوتاد الروم والترك تتقوض من أرض الغرب ولا يبقى من ينازعكم فيها بحرب ولا ضرب ليس لك في غنيمة إدراكه طمع ولا سبيل لتبديد ما نظمه حازمنا وجمع وقد غرتك أضغاث الأحلام وأغواك ضباب الغيب فأصبح ظنك منه في غياهب الأظلام فإن حرمت به فأنت لا شك حانث وإن كان منكم يقينا فرابع أو ثالث أولكم ثائر والثاني مقتف له سائر والثالث لكما أمير نائر إما عادل أو جائر ولا تمدن باع المخاطرة إلى أوطاننا فتخشى مخالب سطوة سلطاننا أما الشجاعة الغريزة فقد علمنا أن لك منها بالمهيمن أوفر نصيب وممن ضرب فيها فأصاب