@ 23 @ .
والفراسة فضلا عن سماء صحا من الغيم والقتام جوه وضحى نشرت عليه الوديقة وشيا ففشا ضوءه بأن شؤون المملكة لم يتوان عن مكنون علمكم أمرها ولا أعوز عزائمكم زيدها وعمرها وذلك أن الوهاب سبحانه منحكم هيبة وهمة في الجود والحلم والحماسة واختار لكم عنوان عنايتها في غاب الصون سجلماسة لكن فاتكم سر رأي التدبير وأركبتم حزمكم جموع الجهل والتبذير مع أن ذلك في الحقيقة دأب كل مؤسس لدولة لا يجمعها إلا بجنايات الجولة والصولة فخرقت على الإيالة العثمانية جلباب صونها الجديد من وجدة الأبلق إلى حدود الجريد فشوشت علينا أخلاق أخلاط الأعراب إلى أن تعوقوا علينا في أرفق الآراب وشننت الغارة الشعواء على بني يعقوب فحسمت رسمهم على العقيب والعرقوب وغادرت جماهرهم تسعى على عيالهم الزياني والموزونة في أسواق مستغانم وديار مازونه وجررت ذيل المذلة على أطراف الغاسول والأغواط فالتقطتهم بطانتك التقاط سباع الطير الوطواط وقادك الجاهل الجهم محمود حيمان لعين ماضي و الصوانع وبني يطفيان فراحت رياح وسويد ينفض كل بطل منهم غباره وطينه على طود راشد وبليد قسطينة ولا كادنا إلا ما هتكتم من ستر السر على مرسى أبي الربيع السيد سليمان مع أنكم أولى من يراعي حرمته وتوقيره ويدافع عنه وعمن سواه ويرفد فقيره وتنسبون العجم للجهل وأنهم جفاة وأجلاف ثم صرتم بدلا وأخلاف خرج جيش قصبتنا بتلمسان بما لديهم من الرماة والفرسان فهزمتموهم بقرار وقتلتموهم قتل مذلة واحتقار فقلنا هذا أقل جزاء كل كلب حقير عقور يعرض عرضه لصولة الأسد الهصور ولا وافت الآفته في الغالب إلا الحضر مع شيع في الأجنة تجني الجنى والخضر كان أولاد طلحة وهداج وخراج يؤدون لهذه المثابة ما ثقل وخف من الخراج ولا يفوتنا من ملازمها وبر ولا شعر ولا صوف ولا سقب ولا جدي ولا خروف إلى أن طلعت علينا غرة شمسك السعيدة