[13] لقد استحوذ الحق. وتغلب الواقع على هؤلاء العباقرة منذ نعومة اظفارهم.. وحلت الهداية الآلهية في قلوبهم.. فرأوا ازهار الجهل والفساد التي كانت تنبت بكل مكان تتحول الى أظافر وأنياب في لحومهم، وفي جسم الشريعة الأسلامية. فثاروا في سبيل الحق، ونهضوا في الذب عن الحقيقية، والواقع إن الشعوب مدينة لهؤلاء المجاهدين المبدعين والأعلام النابهين الذين كانوا في كل دور وعهد، مصدر المعرفة الأنسانية في آفاقها، التي لاتحد. (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) (1). * * * يمكن القول هنا بصراحة إن السيد ناصر حسين، يعتبر في الطليعة والمجاهدين الذين حفظوا التراث الاسلامي والسنة النبوية.. وخالطت اثاره من النثر والنظم حياة الأمة.. وكانت كالنقش على حجر.. وظلت في أعماق روحها كما يتذكر الانسان حبه الطفلي الأول كان أسمه وأثره دائما في قلوبنا رمزا لهذا النوع المتميز من البشر، الذين إستطاعوا أن يجسدوا في كلام موجز، وبحث قليل، أجمل وأنبل ما يمكن أن تجود به النفس الأنسانية من مشاعر في حب الحق، والدفاع عنه، والدعوة إليه. وقد كان هذا ديدنه في كافة مراحل حياته الدراسية والعلمية، في النثر. والنظم، والخطابة والأنشاء، وكلها جاءت بعبارة جزلة، وبيان صافي، وتحقيق دقيق، وبأسلوب يحيط بالبحث والتتبع بأوجز عبارة، حتى ليقرأها المتعلم المثقف وغير المثقف، فلا يجهد نفسه في تفهم شئ من معانيها، وكلما خطرت له خاطرة أو بدت نظرية، أو أنتهى به المطاف الى مناقشة صورها وكتبها بأسلوبه الممتع، وأشركه معه في متعته ولذته. ________________________________________ (1) سورة فصلت: 30. ________________________________________