[9] ليس بجنس فتعادله الأجناس، ولا بشبح فتضارعه الأشباح (1)، ولا كالأشياء فيقع عليه الصفات. قد ضلت العقول في تيار أمواج ادراكه، وتحيرت الأوهام عن أحاطة ذكر أزليته، وحصرت الأفهام عن أستشعار وصف قدرته، وغرقت الأذهان في لجج أفلاك ملكوته (2). مقتدر بالآلاء، وممتنع بالكبرياء، ومتملك على الأشياء (3) ________________________________________ قيامه تعالى قياما جسمانيا يكون بالعمد البدنية أو بالاعتماد على الساقين. أو إنه تعالى قائم باق من غير استناد الى سبب يعتمد عليه ويقيمه كسائر الموجودات الممكنة. (1) أي إنه تعالى ليس ذا جنس فيكون ممكنا معادلا لسائر الممكنات الداخلة تحت جنسه أو أجناسها. والشبح - بالتحريك - الشخص وجمعه اشباح. والمضارعة المشابهة. (2) حصر الرجل - كعلم -: تعب. وحصرت صورهم: ضاقت. وكل من أمتنع من شئ لم يقدر عليه فقد حصر عنه. والأستشعار: لبس الشعار وهو الثوب الذي يلي الجسد. وهذا كناية عن ملازمة الوصف. ويحتمل أن يكون المراد به هنا طلب العلم والشعور. والملكوت: الملك والعزة والسلطان. (3) الآلاء: جمع إلى وهي بمعنى النعمة، والباء فيها بمعنى (على) اي انه تعالى مقتدر على الآلاء الجسيمة التي لا يقتدر عليها أحد. ومتملك: مسلط ومسيطر أي لا يخرج عن قدرته وتدبيره تعالى شئ من الأشياء بل جميعها خاضعة لأمره ومقهورة تحت سلطانه وقدرته. ________________________________________