[8] تمتنع عن الأوهام أن تكتنهه (1) وعن الأفهام أن تستغرقه، وعن الاذهان أن تمثله (2). وقد يئست من أستنباط الأحاطة به طوامح العقول (3)، ونضبت عن الأشارة إليه بالأكتناه بحار العلوم (4) ورجعت بالصغر عن السمو الى وصف قدرته لطائف الخصوم (5). واحد لا من عدد (6) ودائم لا بأمد، وقائم لا بعمد (7). ________________________________________ (1) أي أن تصل الى كنه ذاته وجوهره وحقيقته، وقال: (أكنهه وأكتنهه) بلغ كنهه. (2) أن تستغرقه أي إن تسيطر عليه وتستوعبه ويجعله مغلوبا تحت تصوراتها. وقوله: (أن تمثله) أي أن تجعله مصورا ممثلا فيها. (3) أي أن العقول الرفيعة الفائقة قد يئست من أستفادة الأحاطة على ذات الله تعالى لأستحالة أحاطة المحدود على غير المحدود. والطوامح: جمع طامحة: المرتفعة. (4) أي أن بحار العلوم تيبس وتنفذ قبل أن تشير الى كنه عظمة الله. (5) قال المجلسي (ره): بالصغر - بالضم - أي مع الذل. والسمو: العلو. ولعل اضافة اللطائف الى الخصوم ليس من قبيل أضافة الصفة الى الموصوف بل المراد المناضرات اللطيفة بينهم أو أفكارهم الدقيقة أو عقولهم ونفوسهم اللطيفة. (6) أي من غير أن يكون فيه تعدد. أو من غير أن يكون معه ثان من جنسه. (7) الأمد: الغاية. والعمد - بالتحريك -: جمع العمود أي ليس (*) ________________________________________