[6] وسمها به من العجز على قدرته (3) وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه (4). لم يخل منه مكان فيدرك بأينيته (5) ولا له شبه مثال فيوصف بكيفيته (6) ولم يغب عن علمه شئ فيعلم بحيثيته (7). ________________________________________ (3) الوسم - كفلس -: الكي شبه عليه السلام ما أظهر الله على الأشياء من آثار العجز والامكان والاحتياج بالسمة التى تكون على العبيد والنعم دلالة على مملوكيتها ومقهوريتها. (4) إذ فناء الأشياء يدل على امكانها وحدوثها فيدل على احتياجها الى صانع ليس كذلك. (5) أي ليس ذا مكان حتى يكون في مكان دون مكان كما هو من لوازم المتمكنات - فيدرك بانه ذو أين ومكان، بل هو تعالى مجرد نسبته الى جميع الأمكنة على السواء، ولم يخل منه مكان من حيث الأحاطة العلمية والعلية والحفظ والتربية. أو أنه لم يخل منه مكان حتى يكون إدراكه بالوصل الى مكانه بل آثاره ظاهرة في كل شئ. (6) أضافة الشبه الى المثال بيانية أي ليس له شبح مماثل له، لا في الخارج ولا في الأذهان حتى يوصف بأنه ذو كيفية من الكيفيات الجسمانية أو الامكانية ويحتمل أن يكون المراد بالكيفية: الصورة العلمية. (7) وفي عيون الأخبار: (ولم يغب عن شئ فيعلم بحيثته) أي لم يغب عن شئ من حيث العلم حتى يعلم انه ذو حيث ومكان إذ شأن المكانيات إن يغيب عن أشياء ليست مجاورا له فلا يحيطوا بها علما. فيكون كالتأكيد للفقرة السابقة. ويحتمل ان يكون (حيث) هنا لزمان على ماقاله الأخفش أي لم يغب عن شئ بالعدم ليكون وجوده مخصوصا بزمان دون زمان. ويحتمل على هذا ان يكون اشارة الى ما قيل من انه تعالى لما كان خارجا عن الزمان فجميع الأزمنة حاضرة عنده كخيط مع ما فيه من الزمانيات وإنما ________________________________________