[ 78 ] فاخرجها وهي التي تمناها أمير المؤمنين عليه السلام لما توفى عمر فوقف به وهو مسجى بثوبه وقال ما احب ان القى الله تعالى إلا بصحيفة هذا المسجى قال حذيفة فلما فرغوا من ذلك اتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في المسجد فجلسوا معه فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله الى أبي عبيدة وقال بخ بخ لك يا با عبيدة من مثلك وقد اصبحت امين قوم من هذه الامة على باطلهم ثم قرأ " فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون " ولقد اصبح نفر من اصحابي ما هم في فعلهم دون مشركي قريش لما كتبوا صحيفتهم وعلقوها في الكعبة ولولا ان الله امرني بالاعراض عنهم لامر هو بالغه لقدمتهم وضربت اعناقهم قال حذيفة فوالله لقد رأيت هؤلاء النفر قد استقبلتهم الرعدة فلم يملك أحد منهم نفسه ولم يخف على كل من حضر مع رسول الله صلى الله عليه وآله من المهاجرين والانصار ان رسول الله صلى الله عليه وآله يذمهم انتهى ومما ينبغى ان ينبه عليه ان ابا عبيدة هو الذي جادل وخاصم مع على عليه السلام في أمر الخلافة عند احضارهم له عندهم بعد بيعة السقيفة لياخذوا منه البيعة ايضا كما هو المذكور المشهور في التواريخ المعتبرة من كتب أهل السنة والجماعة ولهذا قال شاعر اهل البيت عليهم السلام مشيرا الى الخائن أبي عبيدة الذي سماه القوم امينا شعر غلط الامين فجازها عن حيدر * والله ما كان الامين امينا وقد ذهب ذلك على السيد الشريف الجرجاني في شرح المواقف فزعم ان هذا البيت من شعر الغلاة وان المراد من الامين جبرئيل عليه السلام وان ضمير جازها راجع الى النبوة فافهم والذي يزيد ايضا حالما بيناه وتثبيتا لما نقلناه انه قد ترشح عن بعضهم ________________________________________