[ 77 ] ليشاوروا في امورهم فمن رأوه مستحقا للخلافة بدينه وفضله ولوه امورهم وجعلوه القيم عليهم لانه لا يخفى على أهل كل زمان من يصلح منهم للخلافة فإن ادعى احد ان رسول الله صلى الله عليه وآله استخلف رجلا بعينه بحيث نصبه للناس باسمه ونسبه كان كاذبا في دعواه واتى بخلاف ما يعرفه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وخالف اجماع المسلمين وان ادعى مدع ان خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وراثة لاهل بيته فقد ابطل واحال وخالف قول رسول الله صلى الله عليه وآله " نحن معاشر الانبياء لا نورث فما تركناه صدقة " وان ادعى مدع ان الخلافة لا تصلح إلا لرجل واحد من جميع الناس وانها مقصورة فيه وان قال قائل ان الخلافة تتلو النبوة فقد كذب لانه صلى الله عليه وآله قال اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم و ان ادعى مدع انه يستحق بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله فليس ذلك له لأن الله تعالى قال ان اكرمكم عند الله اتقيكم فمن رضى بما اجتمع عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقد هدى وعمل بالصواب ومن كره ذلك وخالف امرهم فقد عاند جماعة المسلمين فليقاتلوه فإن في ذلك صلاح الامة فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قال الاجتماع لامتي رحمة والفرقة عذاب ولا تجتمع امتى على ضلال ابدا وان المسلمين يد واحدة على من سواهم وانه لا يخرج من جماعة المسلمين إلا مفارق معاند لهم مظاهر عليهم فقد اباح الله ورسوله دمه واحل قتله وكتب سعيد بن العاص باتفاق من اثبت اسمه وشهادته آخر هذه الصحيفة في المحرم سنة عشر من الهجرة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد النبي وسلم ثم دفعت الصحيفة الى ابى عبيدة بن الجراح فوجه بها الى مكة فلم تزل الصحيفة في الكعبة مدفونة الى ان ولى عمر بن الخطاب ________________________________________