[ 79 ] عند مراجعة النبي صلى الله عليه وآله عن الغدير انكار كون ذلك العهد وحيا من الله تعالى كما صرح به الثعلبي من رؤساء مفسريهم حيث قال لما كان رسول الله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فاخذ بيد على عليه السلام فقال من كنت مولاه فعلى مولاه فشاع وطار في البلاد وبلغ ذلك الحارث بن نعمان الفهرى القرشى فاتى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى اتى الابطح فنزل عن ناقته فاناخها وعقلها واتى النبي صلى الله عليه وآله وهو في ملاء من اصحابه فقال يا محمد امرتنا عن الله ان نشهد ان لا اله إلا الله وانك رسول الله فقبلناه منك وامرتنا ان نصلى خمس صلوات فقبلناه منك وامرتنا ان نصوم شهرا فقبلناه منك وامرتنا ان نزكي اموالنا فقبلناه منك وامرتنا ان نحج البيت فقبلناه منك ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعى ابن عمك ففضلته علينا وقلت من كنت مولاه فعلى مولاه هذا شئ منك ام من الله فقال النبي صلى الله عليه وآله والذي لا اله إلا هو انه من الله فولى الحارث بن نعمان الفهرى يريد راحلته وهو يقول اللهم ان كان ما يقول محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله وانزل الله تعالى " سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذى المعارج " وقد روى هذه الرواية النقاش من علماء الجمهور في تفسيره ايضا وذكرها بعض الشافعية في كتابه الموسوم بالفصول المهمة في مناقب الائمة فتأمل وانصف واستقم كما امرت ولا تتبع الهوى فانه سبيل من غوى و أما ما ذكره من انه عليه السلام كان اقوى شجاعة فنقول نعم لكن بمعنى انه اشجع من آحاد شجعان الدنيا لا عن جميع الناس مجتمعا ومزدحما عليه وإلا لزم انثلام عصمة النبي صلى الله عليه وآله في عدم قتل الكفار في اول الامر ثم في عام الحديبية حيث صالح معهم و اعطاهم الذمة كما زعمه عمر مع حضور من معه من على عليه السلام وخلق كثير من الصحابة حتى أبى بكر الاشجع كما يتناقض هذا الشيخ المكابر بدعواه له فيما سيأتي والجواب ________________________________________