[ 73 ] ما لا يغلب على ظن العباس فلا يكون في امثاله دلالة على صواب ما جرى من العقد لابي بكر وانما يدل على ان ما بذله له العباس من البيعة لم يكن عنده صوابا وبالجملة لما راى العباس ان القوم شرعوا الامامة من جهة الاختيار واوهموا انه الطريق الى الامامة اراد ان يحتج عليهم بمثل حجتهم ويسلك في امامة أمير المؤمنين عليه السلام مسلكهم على سبيل الاستظهار عليهم والازالة لشبهتهم ولما علم عليه السلام ان العباس ليس ممن يصلح معاضدا معارضا في هذا الامر توقف عن قبوله ويؤيد هذا ما روى عنه عليه السلام انه قال في تلك الايام لو كان حمزة وجعفر حيين لما طمع في هذا الامر أحد ولكني قد ابتليت بجلفين جافين عباس وعقيل وأما ما ذكره من ان الانصار كرهوا بيعة أبي بكر الخ فاقول نعم لكن الشيخين واتباعهما من قريش اوقعوا في اوهام الانصار وغيرهم ان قعود على عليه السلام في بيته لتجهيز النبي صلى الله عليه وآله ترك عنه عليه السلام للخلافة المتعينة له عن النبي صلى الله عليه وآله فلهذا اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وارادوا عقد الامارة لواحد منهم على انفسهم لانتظام امورهم ولم يظهر لهم خلاف ما توهموه اولا إلا بعد ما غلب عليهم صناديد قريش واخذوا منهم البيعة الفاسدة لابي بكر فلتة كما مر فلم يسعهم نقضها بعد ذلك والرجوع الى على عليه السلام ظاهرا إلا من شذ منهم كسعد بن عبادة واولاده رضى الله عنهم وتفصيل ذلك مذكور في كتاب الفتوح وروضة الصفا فخذ ما صفا وأما قوله " فدفعهم أبو بكر بخبر الائمة من قريش " فالظاهر انه مما وضعوه واوقعوا في اوهام الانصار انه حديث النبي صلى الله عليه وآله لان عمر قد ناقض ذلك فيما بعد وقال حين اظهر الشك في استحقاق كل واحد من الستة الذين جعلهم شورى لو كان سالم مولى حذيفة حيا ما يحابى فيه شك وسالم عبد لامرأة من الانصار وهي اعتقته وحازت ميراثه وأما قوله وعلى اقوى منهم شوكة ________________________________________