[ 72 ] النبي صلى الله عليه وآله إلا ستة اشهر وكانت امامته بالسلطنة والملك والغلبة فرق ما بين الفرق والقدم ومع قطع النظر عن علو شأنه في نظر قريش وانه من حيث ارادتهم دفع على عليه السلام عن مقامه به ودنو كعب معاوية في نظرهم كان المسلمون حديثى عهد بالجاهلية في زمان أبي بكر واخويه ولم يكونوا راسخين في الاسلام بل كانوا مستعدين للارتداد وافناء الاسلام عن اصله بادنى سبب واقل فتنة بخلاف الزمان الذي وصل فيه الخلافة الى على عليه السلم كما لا يخفى وايضا من البين ان ما حصل له في اول خلافته من اجماع اكثر المهاجرين وسائر الانصار واعراب البوادى والقفار عليه كان وافيا في نظر العقل لدفع معاوية وعزله وازالة بدعه وتجبره على المسلمين ومخالفته لدين سيد المرسلين لكن عائشة وطلحة والزبير فرقوا جمعيته عليه السلام بالخروج والبغى عليه عند ذلك وجرأوا معاوية ايضا على منازعته والخروج عليه بل كاتبوه والتمسوا منه خروجه من الشام معاونة لهم غاية الامر انه أخر الخروج تأنفا عن لزوم متابعتهم ثم خرج مستقلا الى حرب على عليه السلام في صفين وكان آثار غلبة على عليه السلام في طول ايام ذلك الحرب ظاهرة حتى عجز اصحاب معاوية ورفعوا المصاحف على رؤس رماحهم صلحا وشفاعة لكن جماعة من رؤساء عسكر أمير المؤمنين عليه السلام كاشعث بن قيس وعبد الله بن وهب الراسبى وامثالهما الذين استمالهم معاوية مكرا وخدعة مرقوا عن الدين فقلبوا الامر والجأوه عليه السلام الى قبول الحكمين ومع ذلك حيث لم يتم أمر الحكمين اغتنم معاوية فرصة الهرب الى الشام ورجع أمير المؤمنين عليه السلام الى حرب الخوارج المارقين كما فصل في كتب السير والتواريخ وأما ما ذكره من سؤال العباس مبايعته له عليه السلام وعدم قبوله عليه السلام لذلك ففيه ان الوجه فيه انه عليه السلام كان يعرف باطن الامر وكلام العباس كان على الظاهر ولا يمتنع ان يغلب في ظنه ________________________________________