[ 71 ] قلتم انهم اخافوه فلم يسعه إلا الهرب فالوصى اعذر فقام إليه باجمعهم وقالوا يا أمير المؤمنين قد علمنا ان القول قولك ونحن المذنبون التائبون وقد عذرك الله تعالى انتهى ومما يعارض دعويهم الاجماع الطوعى على امامة أبي بكر الاجماع على امامة معوية باتفاق الناس بعد تسليم الحسن عليه السلام الامر له فكانوا باسرهم مظهرين للرضا بامامته وتنفيذ احكامه وكافين عن النكير عليه حتى سمى ذلك العام عام الجماعة وكلما يدعى ههنا من انكار باطن وخوف وتقية وعدم الطوع والرضا يمكن ان يدعى بعينه فيما تقدم وكذا يعارض ايضا بالاجماع على قتل عثمان وخلعه فإن الناس كانوا بين قاتل وخاذل وكاف عن النكير وهذه امارات الرضا عندكم ويدل على ما ذكرنا ما سيذكره هذا الشيخ الجامد من انه لما توفيت فاطمة استنكر على عليه السلام وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الاشهر وادل من ذلك عبارة صحيح البخاري حيث قال لما توفيت فاطمة عليها السلام تولت وجوه الناس عن على عليه السلام فضرع الى بيعة أبي بكر فإن لفظ ضرع صريح الالجاء والاكراه فافهم ويرشد إليه ايضا احتجاج على عليه السلام يوم الشورى بما ذكره هذا الشيخ ايضا في هذا الكتاب وكذا الاشعار المنسوبة إليه في ديوانه الشريف الذي جمعه بعض الجمهور والملخص ان الدعوى لا يثبت الا بالدليل أو بقبول الخصم والخصم وهم الشيعة ينكرون امامة أبي بكر ولا دليل عقليا ولا نقليا لهم غير الاجماع المذكور وقد عرفت بطلانه آنفا فتكون امامتهم باطلة واما ما زعم من ان نزاعه عليه السلام مع أبي بكر كان اولى من نزاعه مع معاوية فساقط جدا بل الامر بالعكس بطريق اولى فإن الفرق بين النزاع مع الشيوخ الثلاثة التي زعم القوم كونهم مستأهلين للخلافة الحقيقية الالهية وكونهم من السابقين الاولين من المهاجرين الصديقين وبين النزاع مع معاوية الطليق الذي لم يدرك الاسلام في زمن ________________________________________