[ 70 ] وبلده يعد مبايعا له من حيث رضى وسلم وانقادو ان لم يضرب بيده وإنما يراد الصفقة ليكون امارة الرضا فإذا ظهر ما هو اولى منها لم يعتبر بها ولم يحتج إليها فلما وقع الاتفاق على تأخير أمير المؤمنين عليه السلام عن البيعة يجب ان يكون محمولا على التأخر عن اظهار الرضا والتسليم دون الصفقة باليد ولو كان راضيا بالامر ومسلما للعقد لم يعتبر بصفقته ولا عوتب على تأخره ولا قيل في ذلك ما قيل وجرى ما جرى ومن صواب الجواب ما روى انه لما اتصل بعلى بن ابى طالب عليه السلام ان الناس قالوا ما باله لم ينازع أبا بكر و عمر كما نازع طلحة والزبير وعائشة قال ان لى بسبعة من الانبياء اسوة اولهم نوح عليه السلام قال الله تعالى مخبرا عنه " رب انى مغلوب فانتصر " فإن قلتم انه ما كان مغلوبا فقد كذبتم القرآن وان كان كذلك فعلى اعذر والثانى إبراهيم (ع) وهو خليل الرحمن حيث يقول " واعتزلكم وما تدعون من دون الله " فإن قلتم انه اعتزلهم من غير مكروه فقد كفرتم وان قلتم انه رأى المكروه فاعتزلهم فالوصى اعذر وابن خالته لوط عليه السلام إذ قال لقومه " لو ان لي بكم قوة أو آوى الى ركن شديد " فإن قلتم كان له بهم قوة فقد كذبتم القرآن وان قلتم انه ما كان له بهم قوة فالوصى اعذر ويوسف عليه السلام إذ يقول " رب السجن احب الى مما يدعونني إليه " فإن قلتم انه دعى الى غير مكروه يسخط الله فقد كفرتم وان قلتم انه دعى الى ما يسخط الله تعالى فاختار السجن فالوصى اعذر وموسى بن عمران عليه السلام إذ يقول " فررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربى حكما وجعلني من المرسلين " فإن قلتم انه فر منهم من غير خوف فقد كفرتم وان قلتم فر منهم خوفا فالوصى اعذر و هرون عليه السلام إذ يقول " يا ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بى الاعداء " فإن قلتم انهم ما استضعفوه كفرتم وان قلتم انهم استضعفوه واشرفوا على قتله فالوصى اعذر ومحمد صلى الله عليه وآله حيث هرب الى الغار فإن قلتم انه هرب من غير خوف اخافوه فقد كفرتم وان ________________________________________