[ 43 ] والظفر على سبيل التنازع. يعنى - إذا ظفرت على من ظلمك وقدرت على ان تنتقم منه مع أنه لا أحد يشفعه فاعف عنه فان الظفر عليه كاف في شفاعته. 54 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: رب ساع يسعى فيما يضره. أقول: الاصل في رب تقليل ما دخلت هي عليه لكن كثر استعمالها للتكثير والمشهور انه حرف وقيل: هو اسم ككم الخبرية واستدل عليه بصحة نحو قولك: رب رجل كريم أكرمته، وذلك لان الفعل لا يتعدى الى مفعول بحرف الجر والى ضميره معا فلا يقال: لزيد ضربته، وبنحو قولك: رب رجل كريم جاء، في جواب من قال: ما جاءك رجل، ويتعلق مجرور رب على (ما) بعده على وجه القيام لا الوقوع في نحو قولك رب رجل كريم حصل، هذا، ووصف مدخوله واجب على الاصح لان التقليل يناسبه التخصيص: ويحذف فعله غالبا لانه كثيرا ما يقع في جواب السؤال فيستغنى عن ذكر الفعل بقرينة السؤال. وقوله: فيما يضره مع متعلقه المقدر صفة ساع على المذهب الاصح وفعلها محذوف والتقدير: رب ساع يسعى ويجتهد فيما يضره لقيته أو صادفته أو سمعته. المعنى - كم من رجل يسعى فيما يضره لقلة عقله وعدم تدبيره وعجزه عن دركه عاقبة أمره وظهور حسنه في عينه وكمون سوءه وقبحه في نظره حتى يراه حسنا ويظنه نفعا ويسعى له سعيا قال الله تعالى: افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا (1) وقال تعالى: وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم (2) الاية فالاجدر بالعاقل (3) ان يحتاط في جميع أحواله وأفعاله ________________________________________ (1) - صدر آية 8 سورة الفاطر (= الملئكة). (2) - من آية 216 سورة البقرة. (3) - في الاصل: " للعاقل ". ________________________________________