[ 44 ] ويسعى فيما يساعده العقل والشرع ويجتنب عن أمر غير ظاهر الخير والنفع فانه من لم يحترز عن الشبهة يوشك ان يقع في الحرام المحض. 55 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: اليأس حر والرجاء عبد. أقول: اي صاحبهما اما بطريق ذكر المصدر وارادة الصفة أو بتقدير المضاف. المعنى - إذا طمعت بما في أيدى الناس جعلت نفسك عبدا لهم كما قيل: الانسان عبيد الاحسان، وإذا رضيت بما قسم لك واستغنيت عن كل أحد بما قدر لك كنت من جملة الاحرار والاخيار (1) وتخلصت بالكلية عن ربقة رق الاغيار. 56 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: ظن العاقل كهانة. أقول: الكهانة بكسر الكاف وفتحها مصدر من باب كتب وظرف وهو إخبار عما يكون في المستقبل. يعنى - إذا أشكل عليك وجه الامر سله عن رجل عاقل ذي رأى كامل فإذا ________________________________________ (1) - في الهامش: " ومن أحسن ما قيل في هذا الباب قول من قال: " قدر لرجلك قبل الخطو موضعها * فمن علا زلقا عن غرة زلجا " ويقرب منه ما قيل: قدم الخروج قبل الولوج، القدم بفتحتين بمعنى الرجل وهو الرواية في المثل، وقد يقال: قدم بفتح القاف وكسر الدال المشددة على انه أمر من قدم يقدم تقديما، والانسب على هذا ذكر على موضع قبل كما لا يخفى، منه ". ________________________________________