ص 30 32 وقوله تعالى مبارك خبر ثان للمبتدا او صفة لكتاب عند من يجوز تأخير الوصف الصريح عن غير الصريح وقرىء مباركا على انه حال من مفعول انزلنا ومعنى المبارك الكثير المنافع الدينية والدنيوية وقوله تعالى ليدبروا آياته متعلق بأنزلناه أي انزلناه ليتفكروا في آياته التي من جملتها هذه الآيات المعربة عن اسرار التكوين والتشريع فيعرفوا ما يدبر ظاهرها من المعاني الفائقة والتأويلات اللائقة وقرىء ليتدبروا على الاصلى ولتدبروا على الخطاب أي انت وعلماء امتك بحذف احدى التاءين وليتذكر اولو الالباب أي وليتعظ به ذوو العقول السليمة او ليستحضروا ماهو كالمركوز في عقولهم من فرط تمكنهم من معرفته لما نصب عليه من الدلائل فإن الكتب الالهية مبينة لما لا يعرف الا بالشرع ومرشدة الى مالا سبيل للعقل اليه ووهبنا لداود سليمان نعم العبد وقرىء نعم العبد أي سليمان كما ينبىء عنه تأخيره عن داود مع كونه مفعولا صريحا لوهبنا ولان قوله تعالى انه اواب أي رجاع الى الله تعالى بالتوبة او الى التسبيح مرجع له تعليل للمدح وهو من حاله لما ان الضمير المجرور في قوله تعالى اذ عرض عليه راجع اليه E قطعا واذ منصوب باذكر أي اذكر ما صدر عنه اذ عرض عليه بالعشى هو من الظهر الى آخر النهار الصافنات فإنه يشهد بأنه اواب وقيل ظرف لأواب وقيل لنعم وتأخير الصافنات عن الظرفين لما مر مرارا من التشويق الى المؤخر والصافن من الخيل الذي يقوم على طرف سنبك يد او رجل وهو من الصفات المحمودة في الخيل لا يكاد ينفق الا في العراب الخلص وقيل هو الذي يجمع يديه ويسويهما واما الذي يقف على سنبكه فهو المنخيم الجياد جمع جواد وجود وهو الذي يسرع في جريه وقيل الذي يجود عند الركض وقيل وصفت بالصفون والجودة لبيان جمعها بين الوصفين المحمودين واقفة وجارية أي اذا وقفت كانت ساكنة مطمئنة في مواقفها واذا جرت كانت سراعا خفافا في جريها وقيل هو جمع جيد روى انه E غزا اهل دمشق ونصيبين واصاب الف فرس وقيل اصابها ابوه من العمالقة فورثها منه وقيل خرجت من البحر لها أجنحة فقعد يوما بعدما صلى الظهر على كرسيه فاستعرضها فلم تزل تعرض عليه حتى غربت الشمس وغفل عن العصر أو عن ورد كان له من الذكر وقتئذ وتهيبوه فلم يعلموه فاغتم لما فاته فاستردها فعقرها تقربا لله تعالى وبقى مائة فما في أيدي الناس من الجياد فمن نسلها وقيل لما عقرها أبدله الله خيرا منها وهي الريح تجري بأمره فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى قاله E عند غروب الشمس اعترافا بما صدر عنه من الاشتغال بها عن الصلاة وندما عليه وتمهيدا لما يعقبه من الامر بردها وعقرها والتعقيب باعتبار أواخر العرض المستمر دون ابتدائه