ص 33 34 والتاكيد للدلالة على ان اعترافه وندمه عن صميم القلب لا لتحقيق مضمون الخبر واصل احببت ان يعدى بعلى لانه بمعنى آثرت لكن لما انيب مناب انبت عدى تعديته وحب الخير مفعوله كأنه قبل انبت حب الخير عن ذكر ربي ووضعته موضعه وخير المال الكثير والمراد به الخيل التي شغلته E ويحتمل انه سماها خيرا لتعلق الخير بها قال الخير معقود بنواصي الخيل الى يوم القيامة وقرىء اني حتى توارت بالحجاب متعلق بقوله احببت باعتبار استمرار المحبة ودوامها حسب استمرار العرض أي انبت حب الخير عن ذكر ربي واستمر ذلك حتى توارت أي غربت الشمس تشبيها لغروبها في مغربها بتواري المخباة بحجابها واضمارها من غير ذكر لدلالة العشى عليها وقيل الضمير للصافنات أي حتى توارت بحجاب الليل أي بظلامه ردوها على من تمام مقالة سليمان عليه السلام ومرمى غرضه من تقديم ما قدمه ومن لم يتنبه له مع ظهوره توهم انه متصل بمضمر هو جواب لمضمر آخر كأن سائلا قال فماذا قال سليمان عليه السلام فقيل قال ردها فتأمل والفاء في قوله تعالى فطفق مسحا فصيحة مفصحة عن جملة قد حذفت ثقة بدلالة الحال عليها وايذانا بغاية سرعة الامتثال بالامر أي فردوها عليه فأخذ يمسح السيف مسحا بالسوق والاعناق أي بسوقها واعناقها يقطعها من قولهم مسح علاوته أي ضرب عنفه وقيل جعل يمسح بيده اعناقها وسوقها حبا لها واعجابا بها وليس بذاك وقرىء بالسؤق على همز الواو لضمتها كما في ادؤر وقرىء بالسؤوق تنزيلا لضمة السين منزلة ضمة الواو وقرىء بالساق اكتفاء بالواحد عن الجمع لأمن الالباس ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب اظهر ما قيل في فتنته E ما روى مرفوعا انه قال لأطوفن الليلة على سبعين امراة تأتي كل واحدة بفارس بجاهد في سبيل الله تعالى ولم يقل ان شاء الله تعالى فطاف عليهن فلم تحمل الا امراة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفسي بيده لو قال ان شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا اجمعون وقيل ولد له ابن فاجتمعت الشياطين على قتله فعلم ذلك فكان يغذوه في السحاب فما شعر به الى ان القي على كرسيه ميتا فتنبه لخطئه حيث لم يتوكل على الله عز وعلا وقيل انه غزا صيدون من الجزائر فقتل ملكها واصاب بنتا له تسمى جرادة من احسن الناس فاصطفاها لنفسه واسلمت حبها وكان لا يرقا دمعها جزعا على ابيها فأمر الشياطين فمثلوا لها صورته وكانت تغدو اليها وتروح مع ولائدها يسجدون لها كعادتهن في ملكه فأخبره آصف بذلك فكسر الصورة وعاقب المراة ثم خرج وحده الى فلاة وفرش له الرماد فجلس عليه تائبا الى الله تعالى باكيا متضرعا وكانت له ام ولد يقال لها امينة اذا دخل للطهارة او لاصابة امراة يعطيها خاتمة وكان ملكه فيه فأعطاها يوما فتمثل لها بصورته شيطان اسمه صخر واخذ الخاتم فتختم به وجلس على كرسيه فاجتمع عليه الخلق ونفذ حكمه في كل شيء الا في نسائه وغير سليمان