ص 8 11 أدركنا عليها آباءنا ويجوز أن يكون الجار والمجرور حالا من هذا أي ما سمعنا بهذا من اهل الكتاب ولا الكهان كائنا في الملة المترقبة ولقد كذبوا في ذلك أقبح كذب فإن حديث البعثة والتوحيد كان أشهر الأمور قبل الظهور إن هذا أي ما هذا إلا اختلاق أي كذب اختلقه أأنزل عليه الذكر أي القران من بيننا ونحن رؤسا الناس وأشرافهم كقولهم لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ومرداهم إنكار كونه ذكرا منزلا من عند الله D كقولهم لو كان خيرا ما سبقونا إليه وامثال هذه المقالات الباطلة دليل على ان مناط تكذيبهم ليس إلا الحسد وقصر النظر على الحطام الدنيوى بل هم في شك من ذكرى أي من القرآن او الوحي لميلهم الى التقليد وإعراضهم عن النظر في الادلة المؤدية الى العلم بحقيته وليس في عقيدتهم ما يبتون به فهم مذبذبون بين الاوهام ينسبونه تارة الى السحر وأخرى الى الاختلاق بل لما يذوقوا عذاب أي بل لم يذوقوا بعد عذابى فإذا ذاقوه تبين لهم حقيقة الحال وفي لما دلالة على أن ذوقهم على شرف الوقوع والمعنى انهم لا يصدقون به حتى يمسهم العذاب وقيل لم يذوقوا عذابى الموعود في القرآن ولذلك شكوا فيه أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب بل أعندهم خزائن رحمته تعالى يتصرفون فيها حسبما يشاءون حتى يصيبوا بها من شاءوا ويصرفوها عمن شاءوا ويتحكموا فيها بمقتضى آرائهم فيتخيروا للنبوة بعض صناديدهم والمعنى ان النبوة عطية من الله D يتفضل بها على من يشاء من عباده المصطفين لا مانع له فإنه العزيز أي الغالب الذي لا يغالب الوهاب الذي له ان يهب كل ما يشاء لكل من يشاء وفي إضافة اسم الرب المنبئ عن التربية والتبليغ الى الكمال الى ضميره من تشريفه واللطف به ما لا يخفى وقوله تعالى أم لهم ملك السموات والارض وما بينهما ترشيح لما سبق أي بل ألهم ملك هذه العوالم العلوية والسفلية حتى يتكلموا في الامور الربانية ويتحكموا في التدابير الإلهية التي يستأثر بها رب العزة والكبرياء وقوله تعالى فليرتقوا في الاسباب جواب شرط محذوف أي إن كان لهم ما ذكر من الملك فليصعدوا في المعارج والمناهج التي يتوصل بها الى العرش حتى يستووا عليه ويدبروا أمر العالم وينزلوا الوحى إلى من يختارون ويستصوبون وفيه من التهكم بهم ما لا غاية وراءه والسبب في الاصل هو الوصلة وقيل المراد بالاسباب السموات لأنها اسباب الحوادث السفلية وقيل أبوابها جند ما هنالك مهزوم من الاحزاب أي هم جند ما من الكفار المتحزبين عل الرسل مهزوم مكسور عما قريب فلا تبال بما يقولون ولا تكترث بما يهذون وما مزيده للتقليل والتحقير