ص 12 14 نحو قولك أكلت شيئا ما وقيل للتعظيم على الهزء وهنالك إشارة الى حيث وضعوا فيه انفسهم من الانتداب لمثل ذلك القول العظيم وقوله تعالى كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد الخ استئناف مقرر لمضمون ما قبله ببيان احوال العتاة الطغاة الذين هؤلاء جند ما من جنودهم مما فعلوا من التكذيب وفعل بهم من العقاب وذو الأوتاد معناه ذو الملك الثابت اصله من ثبات البيت المطنب بأوتاد فاستعير لثبات الملك ورسوخ السلطنة واستقامة الأمر قال الأسود بن يعفر ... ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة ... في ظل ملك ثابت الأوتاد ... .
او ذو الجموع الكثيرة سموا بذلك لأن بعضهم يشد بعضا كالوتد يشد البناء وقيل نصب اربع سوار وكان يمد يدي المعذب ورجليه إليهما ويضرب عليها اوتادا ويتركه حتى يموت وقيل كان يمده بين اربعة اوتاد في الأرض ويرسل عليه العقاب والحيات وقيل كانت له اوتاد وحبال يلعب بها بين يديه وثمود وقوم لوط واصحاب الأيكة اصحاب الغيضة من قوم شعيب عليه السلام وقوله تعالى اولئك الأحزاب إما بدل من الطوائف المذكورة كما ان ذلك الكتاب بدل من الم على احد الوجوه وفيه فضل تأكيد و تنبيه على انهم الذين جعل الجند المهزوم منهم وقوله تعالى إن كل إلا كذب الرسل استئناف جيء به تقريرا لتكذيبهم وبيانا لكيفيته وتمهيدا لما يعقبه أي ما كل احد من آحاد اولئك الأحزاب او الأحزاب او ما كل حزب منهم كذب الرسل لأن تكذيب واحد منهم تكذيب لهم جميعا لاتفاق الكل على الحق وقيل ما كل حزب إلا كذب رسوله على نهج مقابلة الجمع بالجمع وايا ما كان فالاستثناء مفرغ من اعم العلل في خبر المبتدأ أي ما كل احد منهم محكوما عليه بحكم الا محكوم عليه بأنه كذب الرسل وقيل ما كل واحد منهم مخبرا عنه بخبر الا مخبر عنه بأنه كذب الرسل وفي اسناد التكذيب الى الطوائف المذكورة على وجه الابهام اولا والايذان بأن كلا منهم حزب على حياله تحزب على رسوله ثانيا وتبيين كيفية تكذيبهم بالجملة الاستثنائية ثالثا فنون من المبالغة مسجلة عليهم باستحقاق اشد العذاب وافظعه ولذلك رتب عليه قوله تعالى فحق عقاب أي ثبت ووقع على كل منهم عقابي الذي كانت توجبه جناياتهم من اصناف العقوبات المفصلة في مواقعها وإما بالمبتدا وقوله تعالى ان كل الا كذب الرسل خبره بحذف العائد أي ان كل منهم الخ والجملة استئناف مقرر لما قبله مؤكد لمضمونه مع ما فيه من بيان كيفية تكذيبهم والتنبيه على انهم الذين جعل الجند المهزوم منهم كما ذكر وقيل هو مبتدا وخبر والمعنى ان الاحزاب الذين جعل الجند المهزوم منهم هم هم وانهم الذين وجد منهم التكذيب فتدبر وأما ما قيل من انه خبر والمبتدا قوله تعالى وعاد الخ او قوله وقوم لوط الخ فما يجب تنزيه ساحة التنزيل عن امثاله