وإسماعيل، وأسماء، وأم كلثوم، ونفيسة. وكلّهم من أُمّ سلمة، وهي زينب ابنة عمّه الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وكان الحسن محبّاً لها، مهتمّاً بأمرها. وقد كانت شغله الشاغل في معتقله على عهد المنصور، فكان يسأل عنها، ويتابع ما حفظت من كتاب الله وعلوم دينها. منزلته العلمية كان الحسن عالماً عاملاً بعلمه، وقد ورث عن أبيه كثيراً من العلوم، وأصبحت له ألقاب تشير إلى منزلته العلمية، فكان يقال له: شيخ أهل البيت، وشيخ الشيوخ، والعابد، والفاضل، والشريف. كما كان ثقةً راوياً، ومن تلاميذه: الإمام مالك بن أنس، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن أبي ذئب المحدّث الجليل ـ وهو غير ابن أبي ذئب الذي وشى به ـ ومن تلاميذه أيضاً: أبو أُويس ووكيع. وشيوخه: منهم أبوه الإمام زيد، وابن عمه عبدالله بن الحسن، وأخذ عن عكرمة، ومعاوية بن عبدالله بن جعفر. وجاء في كتاب الكامل[575] للمبرّد: أنّ حسن الأنور ذهب إلى الحجّ فلفت نظره شخص يزاحم الحجيج، فأشار إليه وقال: خرقاء وجدت صوفاً. ومعنى ذلك أنّه يفعل فعلاً يضرّ أكثر ممّا ينفع، وكأنّه بذلك يفسد حجّه; لأنّ المزاحمة في الحج مكروهة. تشدّده في إقامة معالم الدين وكان الحسن في أثناء ولايته مثالاً في إقامته الحدود، ومراعاة الآداب الدينية والشرعية. وحدث أنّ عزل عبدالله بن مسلم بن جندب الهزلي عن إمامة الصلاة في مسجد الأحزاب.