وبعد فترة تبيّن للمنصور كذب هذا الساعي، فردّ الحسن إلى عمله، وأحسن صلته، واعتذر إليه، وردّ عليه أمواله التي صادرها[569]. وأبى الحسن مع ذلك أن يعاتب ابن أبي ذئب، وكان قد قصده، فعفا عنه وأمدّه بمال وأهداه، وهذه طبيعة هذا البيت الكريم[570]. ويقال: إنّ الذي ردّ للحسن بن زيد اعتباره وأعاده إلى عمله هو المهدي، وليس المنصور، وكان ذلك في اعتذار طويل له[571]. وقد تولّى الأنور المدينة وعمره 17 سنة، وظلّ فيها ستّ سنوات، من عام 150 إلى عام 155 هـ ، ثم لم ينجُ من اضطهاد العباسيّين، فعُزل عن الولاية، وأُودع السجن سنة 156 هـ إلى أن ولي المهدي الخلافة فأخرجه من السجن عام 158 هـ [572]. وكان والد الحسن ـ الإمام زيد ـ قد توفّي وترك ديناً قدره أربعة آلاف دينار، فحلف الحسن ألاّ يظلّ رأسه سقف، إلاّ سقف مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو بيت رجل يكلّمه في حاجة، حتّى يقضي دين أبيه[573]. ووفّى بيمينه، وأدّى دين والده. ذرّية الحسن وقد أعقب الحسن الأنور من الذرّية الكثير من الأبناء البررة.. وهم كما يسمّيهم الأستاذ صلاح عزّام[574]: أبا القاسم، ومحمداً، وعلياً، وإبراهيم، وزبيراً، وعبدالله، ويحيى،