لزيد بن حسن الأنور، كما يقولون: إنّ السيدة نفيسة بنت زيد الأبلج، عمّة السيدة نفيسة بنت الحسين أيضاً مدفونة في مصر. كما أنّ سيدي محمداً الأنور أخا سيدي حسن الأنور، مدفون في مشهده القريب من مسجد السيدة سكينة على يمنة الذاهب إلى السيدة رقيّة والسيدة نفيسة.. كما يؤكّد ذلك كتاب «العدل الشاهد في تحقيق المشاهد». والسؤال ما زال مطروحاً: هل الحسن الأنور مدفون في مصر؟! يؤكّد لي فضيلة الشيخ عبدالغفور محمود جعفر شيخ جامع سيدي حسن الأنور، والذي يبحث دائماً في تاريخه، أنّ هناك مخطوطاً ينقل عن ابن النحوي قصةً طويلةً مفادها: أنّ السيد حسن الأنور توفّي في ريف مصر، وأنّه إن صحّ هذا الكلام، فقد نقل رفات الحسن الأنور إلى مسجده الحالي. ويتّفق مع رأي الشيخ ما أورده الشيخ الصبّان في كتابه «إسعاف الراغبين»[562] نقلاً عن الشعراني[563] في مننه: «أنّ الإمام حسن الأنور والد السيدة نفيسة في التربة المشهورة قريباً من جامع القرّاء، بين مجراة القلعة وجامع عمرو». وأنّ الذي أشهر هذه التربة وبنى عليها قبةً ـ كما يرى علي مبارك[564] ـ حضرة عبدالرحمن كتخدا أحسن الله إليه، وأسبل سرادقات لطفه عليه. من هذا يتّضح اختلاف الكتّاب حول دفن الحسن الأنور في مصر وإن كان الإمام الشعراني يرى أنّ الروح في البرزخ كمن يسبح في نهر جار، يطف في أيّ مكان، أيّ يظهر في أيّ مكان وهذه ـ كما يقول البعض ـ مظاهر شوهدت، أو ظهر فيها الروح، بل إنّ هناك من الصوفية يعتقدون أنّ هناك نقلاً باطنياً، فبعد أيام قليلة من دفن القطب، يفتحون القبر، فلا يجدون به شيئاً، وإنّما يوجد في مكان آخر.