أمّا عن شيوخه ـ كما جاء في تهذيب التهذيب لابن حجر[538] ـ فمنهم: أبوه الإمام زيد، وابن عمه عبدالله بن الحسن، وعكرمة، ومعاوية بن عبدالله بن جعفر، وغيرهم[539]. ولذا صار سيدي حسن الأنور قطباً وإماماً، وكان ـ كما يقول كتاب مصباح الدياجي لمجد الدين بن الناسخ ـ يقصده الناس من القرى والبلاد، وكان يعدّ بألف من الكرام[540]. والواقع أنّ حياة الإمام حسن الأنور التي امتدّت 85 عاماً دارت في عدّة محاور، أهمها: أولاً: المحور الديني والعلمي: ويكفيه تربيته للسيدة ابنته. وكذلك ابنه إسماعيل العالم العابد الناسك. وكان سيدي حسن الأنور متشدّداً وحازماً في المسائل الدينية، والأخذ على أيدي الناس بآداب الإسلام. ومن يقرأ كتاب «عيون الأخبار» لابن قتيبة يجد فيه الكثير. ثانياً: المحور السياسي: وقد استطاع الحسن الأنور أن يعيش نافذ الرأي، متقلّداً لمنصب الولاية في دولة تضطهد العلويّين وتتوجّس منهم. ثالثاً: المحور الاقتصادي: فهو رغم علمه وتقواه، اشتغل بالتجارة; ليصبح ذا ثروة كبيرة، أغنى بها الحياة، وأمسك نفسه عن أن يردّ طالب حاجة. الحياة الدينية والعلمية من الأحاديث المنسوبة إلى سيدي حسن الأنور في ابن حبّان[541] عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)أنّه احتجم وهو صائم، ومعنى الاحتجام، أي استخراج الدم من الجبهة. وهذا دليل إجازة الحجامة في الصيام. وهذا الحديث موجود في كتاب الذهبي «ميزان الاعتدال»[542].