وكان من أوائل العلويين المطالبين بحقّهم في الخلافة أيام العباسيين: محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب[529]، وأخوه إبراهيم[530]. واستمرّت سلسلة اضطهادات آل البيت أيام العباسيّين. لقد وصف الحسن الأنور ـ كما يذكر الشيخ أحمد فهمي في كتابه «كريمة الدارين، الشريفة الطاهرة السيدة نفيسة بنت الحسن رضي الله عنها» ـ بأنّه كان شيخ بني هاشم في زمنه من بني الحسن، حتّى إنّ رئاسة البيت الهاشمي انتهت إليه في عصره. وكما في تهذيب التهذيب عن ابن سعد في طبقاته: كان أبو محمد الحسن الأنور عابداً ثقةً، وكان إماماً عظيماً من كبار آل البيت، وكان مجاب الدعوة[531]، بل إنّ الزبير بن بكّار وصفه بأنّه كان فاضلاً شريفاً. * * * ولد الحسن الأنور لأبيه زيد بن الحسن السبط عام 83 هـ . وكما في خطط المقريزي: «أنّ أُمّه أُمّ ولد»[532]، وأُمّ الولد هي الجارية التي يعتقها سيدها ويتزوّجها على عادة العرب. وقد نشأ الحسن في بيت شريف، وفي رحاب أبيه زيد في المدينة، وتربّى تربيةً إسلاميةً جليلة.