ولا سهلها ولا جبلها، إلاّ أتيته، فوجدت ذلك المولود ولد لغير بشر، فأتيته من بين يديه لأضع يدي عليه، فإذا الملائكة دونه كأنّهم بنيان مرصوص من تخوم الثرى إلى أعناق السماء، فأتيته من فوقه. فإذا الملائكة مناكبها ثابتة في السماء وأرجلها تحت الأرض السفلى، فلم أصل إلى ما أردت به، ولأضلنّ به أكثر ممّن تبعه....[18] 10 ـ مجاهد، قال: قالت مريم الصدّيقة: كنت إذا خلوت حدّثني عيسى وحدّثته، فإذا كان عندنا إنسان سمعته يسبّح في بطني. وقال الخلعي: سمعت تسبيحه في بطني.[19] 11 ـ الحسن: أنّه قال: بلغني أنّها حملته لسبع أو لتسع ساعات، ووضعته من يومها. قال إسحاق: وقال هؤلاء المسمّون أو من قال من منهم بإسناده، قال: حملته تسعة أشهر كما تحمل النساء، فالله أعلم أيّ ذلك كان.[20] 12 ـ الشعبي، قال: كتب قيصر إلى عمر: إنّ رسلي من قبلك، فزعمتْ أن قِبَلَكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير، تخرج مثل آذان الحمير، ثمّ تشقّق عن مثل اللؤلؤ، ثمّ تخضرّ فتكون مثل الزمرّد الأخضر، ثمّ تحمرّ فتكون كالياقوت الأحمر، ثمّ تينع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أُكل، ثمّ تشقّق فتنثر، فتكون عصمة للمقيم وزاداً للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة إلاّ من شجرة الجنّة. فكتب إليه عمر: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم: إنّ رسلك صدقتك هذه الشجرة عندنا هي الشجرة التي أنبتها الله تعالى على مريم حين نفست بعيسى ابنها، فاتّقِ الله ولا تتّخذ عيسى إلهاً من دون الله، فـ (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَاب ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ).[21]