وصاحب المؤلّفات القيمّة، والذي وصفته إحدى المجلات المتخصّصة في هذا المجال بـ «الرجل غير العادي الذي يكتب كتباً غير عادية»، ويكفي أن نذكر أنّ كتابه «الاستشراق» الذي صدر بالانكليزية قد ترجم إلى تسع لغات في أقلّ من ثلاث سنين([177]). الإستشراق وعلاقته بالاستعمار: وعلى العموم فانّ مايمكن تسجيله هنا هو أنّ الاستشراق لم يكن حركة نزيهة منذ البداية، إذ كان الهدف الرئيسي منه هو تنفيذ مشروع يرمي إلى إدخال المسلمين في النصرانية باعتراف «روجيه غارودي» نفسه قبل إسلامه([178]). فرغم كل المحاولات المستميتة في الدفاع عن المستشرقين وكونهم «خَـدَمة» التراث، فان هؤلاء أمسوا في حرج من أمرهم بعد ظهور دراسات جادة أثبتت خطأ نظرتهم، واكّدت في الوقت نفسه تورّط المستشرقين بالتجسّس والعمالة لغايات سياسية واستعمارية([179]). كتب عالم الاجتماع الاميركي الشهير «ارنولد جرين» يقول: إذا كانت حكومة الولايات المتحدة ترغب في إقامة روابط سياسية واقتصادية وثيقة مع بلدان