قيمتها ومكانتها من بين مكتبات الجامعات الأخرى، وقيل: انّ هذه المخطوطات النادرة كانت تزيد على الألف مخطوط! وفي رواية: انّها قاربت الألفين وكان قد ابتاعها عن طريق الحيلة والمكر بأثمان بخسة للغاية([163]). ومن جانب آخر فهناك مسألة مثيرة أخرى تتعلّق بمهمّة هذا الرجل، يقول المستشرق ب.م. هولت في مقال له: إن المهمّة التي أسندت إلى «بوكوك» كانت ترتبط بشركة تدعى «ليفانت» إذ أرادت هذه الشركة أن تعيّن كاهناً لها يكون مقرّه حلب ليخدم الجالية الانكليزية المقيمة هناك، فوقع الاختيار على «بوكوك» نظراً لما يتمتع من كفاءة عالية! فعيِّن كاهناً للشركة يقيم في حلب مدة أربعة أعوام([164]). ولعلّ مايبدّد الاستغراب من سلوك هذه الشركة وإرسالها الرجل إلى حلب إذا علمنا أنّ «حلب» كانت في تلك الفترة طريق تجارة الشرق إلى الغرب وبالعكس، حيث كانت ملتقى الطريق بين آسيا والشام في الجزيرة والعراق، وظلّت محتفظة بهذا المركز إلى قبيل اكتشاف طريق الرجاء الصالح وقبل افتتاح السويس. وقد دلّت بعض المصادر على أنّ الانكليز كانوا من أوائل الغربيّين الذين أسّسوا في حلب وكالة تجارية، وقد كانت الوكالة تتألّف من قنصل وعشرة تجّار ووكيل قنصل وحاجب وقسيس، لذا فقد جاز أن نفترض افتراضاً أنّ الرجل جاء إلى حلب بصفة قسيس للقنصلية الانكليزية، حسب تعبير الأستاذ سامي الكيالي([165]).