الطريق عبر اسبانيا وهم متنكّرين بثياب التجّار([159]). وفي عام 1311م حثَّ «ريموندليل» المجلس العالي في فيينا على تأسيس مدارس للعربية ولغات شرقية أخرى لغرض العمل التبشيري بين المسلمين، والذي باشره بنفسه بإخلاص وتفان كبيرين([160]) وعلى صعيد الاستشراق الانكليزي فقد كان أمثال هؤلاء مثل «وليام بدويل» و«آموند كاستيل» و«جون غريفز» و«ادوارد بوكوك» منهمكين مع آخرين من أضرابهم في تأسيس دراسات عربية في جامعتي «اكسفورد» و«كمبردج»([161]). وهذا الأخير ساهم في اداء أدوار خطيرة أنيطت به من قبل حكومته، وقد نفّذها على أحسن وجه! فقد أُرسل إلى حلب عام 1630م بعد عام من تنصيبه قسيساً، فأقام فيها خمس سنين أتقن بها العربية على يد أحد علماء المسلمين آنذاك وهو الشيخ فتح اللّه([162]). وما يعنينا هنا هو أنّ «بوكوك» هذا قد جمع في أثناء السنوات الخمس التي عاشها في حلب مجموعة نفيسة ونادرة من المخطوطات العربية، ونقلها إلى استاذه «وليم بدويل» ليضمّها إلى مكتبته، والتي أصبحت فيما بعد من أثمن محتويات المكتبة البودلية - نسبة إليه - والذي أهداها بعد وفاته إلى جامعة «اكسفورد» لتزيد من